سعدان: "مطمور طلب مني إعفاءه في هذا الوقت من 2008، وتأسفت لأن الجزائر خسرت خبرة بلحاج وعنتر"
"حليلوزيتش لن يتأثر باعتزالهم، فهو يملك لاعبين أفضل من الذين كانوا بحويؤكد المدرب الوطني السابق رابح سعدان في اتصالنا به مساء أمس أنه تفاجأ لقرار عنتر يحيى، بلحاج ومطمور الاعتزال على اعتبار أنه يرى أنهم كانوا قادرين بخبرتهم على مواصلة مساندة المنتخب، مشيرا إلى أن مطمور سبق أن طلب إعفاءه سنة 2008 بسبب التعب الذي حذّر منه (سعدان) لأن اللاعبين في نهاية الموسم سيكونون متعبين متمنيا أن يعرف المنتخب كيف يجتاز المرحلة المقبلة التي اعتبرها صعبة لأن المباريات التي تأتي مباشرة في نهاية الموسم الكروي تكون صعبة.
أنت بعيد عن الساحة الرياضية، هل هناك جديد على مستوى العروض؟
في الحقيقة لا يوجد أي شيء جديد، قد يكون هناك أمر ما في الأفق عن قريب أو الموسم المقبل.
هل يوجد اهتمام من قبل منتخبات عربية؟
لا يوجد أي شيء رسمي، البعض تحدث عن وجود عرض من منتخب سوريا لكنه غير رسمي، هذه مجرد إشاعات. أنا حاليا أعرف ماذا أريد وقد رفضت الكثير من العروض لأنها لا تتناسب مع سيرتي ولا تلائمني من الناحية الشخصية، إذا جاءني عرض يناسبني فسأخوض التجربة وفي حال العكس أنا مرتاح ولا ينقصني أي شيء.
أصبحت متابعا فقط بحكم أنك بعيد عن الساحة، القضية التي تصنع الحديث دون شك هي ما أقدم عليه 3 لاعبين قرروا تعليق الحذاء وهم عنتر، بلحاج ومطمور، ما رأيك أنت في هذه القضية؟
أولا يجب احترام هذه القرارات التي اتخذها أصحابها لأسباب خاصة بكل واحد، ونحن مطالبون بأن لا نناقش موقفهم كثيرا، خاصة أنا باعتبار أنني قضيت وقتا طويلا معهم وجمعني بهم حب واحترام شديدين، ولكن من جهة ثانية أتأسف لأن هذه العناصر ممتازة، واكتسبت خبرة على الصعيد القاري وشاركت كلها في كأسي إفريقيا والعالم، عنتر يحيى مثلا لعب معنا حتى كأس إفريقيا 2004، هذه الخبرة من المفترض أنها تسخّر لصالح المنتخب وزملائهم، ففي كل منتخب من المفيد تواجد لاعبين بهذه الخبرة، شخصيا أتأسف كثيرا لموقفهم ولكن كما قلت لك وأؤكد من جديد أنه يجب احترام موقف هؤلاء، هناك نقطة أخرى تتعلق بالجو في المنتخب فقد كوّنا عائلة وكل هؤلاء اللاعبين كانت لهم مكانة مميزة وسطها، ليس من السهل أن يخرجوا منها الآن، لا سيما عنتر يحيى وكذلك زياني غذ كانا يقومان بمهمة التنسيق بين اللاعبين المحليين والمحترفين، تأثيرهما كان شديدا، كما قلت القرار يبقى مؤسفا وقد تفاجأنا له ولكن المنتخب لن يتوقف هنا، وسيفتح دون هؤلاء اللاعبين صفحة جديدة في ما ينتظره خاصة في تصفيات كأسي إفريقيا والعالم 2014.
عنتر يحيى مثلا صرّح أنه يريد الخروج من الباب الواسع عوض أن يتعرض إلى صافرات الاستهجان عندما يتراجع مستواه، ما موقفك أنت من هذا الكلام؟
أنا لا يمكنني أتدخل في الأسباب التي قدمها كل واحد، أنا أحترم قرارهم وانتهى الأمر، كما أنني بعيد عن المنتخب وعما يحصل فيه، من يمكنه الحديث بأكثر تفصيل عن هذا الموضوع هم اللاعبون المعنيون، المدرب الوطني وكذلك رئيس الاتحادية لأنهم يعرفون الجو الموجود داخل المنتخب.
هل يمكن في رأيك وحسب خبرتك أن يطلب لاعبا ما "التوقف مؤقتا" مثلما أقدم عليه كريم مطمور؟
يمكن أن يحصل ذلك، مع مطمور مثلا في 2008 في الفترة التي نوجد فيه الآن كنا في تربص بـ "ليس" في ضواحي باريس قبل التنقل إلى السنغال، وتقدم مني وكان للتذكير قد اجتاز فترة صعبة وموسما سيئا على العموم، إذ طلب تسريحه خاصة أن العطلة كانت اقتربت، قال لي: "أشعر أنني منهك بدنيا وغير قادر تماما من الناحية الذهنية" فوافقت على ذلك. في نهاية الموسم الأمور دائما تكون صعبة بالنسبة للاعبين الدوليين، بين النادي والمنتخب، معكسرات كثيرة، شد عصبي وإرهاق، فيصلون إلى نهاية الموسم وهم مرهقون على هذا الأساس سمحت له واحترمت رغبته، لأني تفهمت الوضعية، لكن لمته على أمر واحد وقتها، حيث قلت له: "كان عليك أن تعلمني من قبل حتى آخذ احتياطاتي"، ولكن في رأيي الآن من المهم أنهم اتخذوا القرار قبل بداية المعسكرات المقبلة.
ولكن الجمهور الجزائري تمنى أن يلعبوا اللقاءات الثلاثة في شهر جوان، هي مباريات صعبة جدا وأنت تدرك ذلك، ثم بعدها كان يمكنهم الاعتزال، ما قولك؟
هناك مدرب يملك معطيات عن الجميع، أظن أن مجال الاختيار واسع أمامه، كما أن نوعية اللاعبين التي بحوزته هي أفضل مما كنت أملك شخصيا، وسيتجاوز هذه المرحلة بسهولة. لا اعتقد أنه سيواجه مشاكل، فهو يعرف كيف يتصرّف.
بالنسبة إلى بلحاج يقول إنه اعتزل لأنه أرهق ذهنيا كما أنه يقول إنه كان يفكر في ذلك مدة، ما رأيك؟
لا يمكن أن أجيب على هذا السؤال، أنت كلمتني قبل قليل عن مطمور وأنا أجبت أنه فعلا يمكن للاعب أن يطلب راحة لأنه عندما تصل في نهاية الموسم تشعر بإرهاق شديد واللاعب كما يقال هو طبيب نفسه، لأن تواريخ "الفيفا" دائما موجودة في نهاية الموسم واللاعبون تتقلص فترة الراحة بالنسبة إليهم كثيرا في هذه الحالة، الأمر نفسه حصل لنا قبل مباراة تنزانيا فمباشرة بعد كأس العالم لم نركن إلى راحة كافية ثم دخلنا منافسة تصفيات كأس العالم، اللاعبون ليسوا آلات، هم بشر ومن الطبيعي أن يحسوا بالإرهاق الذهني والبدني، لأن فترة الاسترجاع قليلة.
بخبرتك، هل التربصات الطويلة مثل التي سيبدأ فيها المنتخب الوطني ابتداء من يوم غدا الأحد (الحوار أجري أول أمس السبت) مرهقة؟
نعم هي فترة صعبة، عندما تجمع لاعبين في نهاية الموسم ثم تلعب بهم مباريات مهمة ومصيرية، وقد كانت لنا اجتماعات في "الفيفا" لمراجعة الفكرة بتقديم أو تأخير هذه المواعيد. أقول إنه على المدرب أن يعرف كيف يتعامل مع هذه البرمجة والتواريخ، لأن أصعب فترة لأي ناخب هي عندما يجمع لاعبيه عند نهاية الموسم مباشرة وفي بدايته، أتذكر أننا في الدور الأول من تصفيات كأس العالم في هذه الفترة لعبنا أمام السنغال وغامبيا ذهابا وإيابا، ثم في الدور الأخير أمام مصر وزامبيا أين حققنا 3 نقاط مهمة. المدرب عليه أن يعرف كيف يتعامل مع اللاعبين، وشخصيا أؤكد أنها أصعب فترة له، لأن "الفورمة" قد لا تكون موجودة بالنسبة للبعض، كما هناك إصابات وأمور أخرى عشناها في السنوات الأخيرة، لقد مررنا بمراحل صعبة. في سويسرا ونحن متجهون إلى كأس العالم لو تتذكر كان عدد اللاعبين المصابين مرتفعا للغاية بعد موسم شاق، والأمور تزداد صعوبة بالنسبة للسنة التي تبرمج فيها كأس إفريقيا وكأس العالم كما حصل معنا سنة 2010، من حسن حظهم أنهم انتبهوا للأمر وصارت كأس إفريقيا تلعب في سنوات فردية، وأعطيك مثالا.
تفضّل...
في أوروبا في رابطة الأبطال بالنظر إلى التنافس الشديد في البطولة الإسبانية الأمر انعكس على نتائج "البارصا" والريال بسبب التعب، حيث يلعبان كل سبت أو أحد ثم كل ثلاثاء أو أربعاء، هذا ما ترتب عنه إرهاق منع هذين الفريقين من الوصول إلى نهائي "الشامبينز ليغ"، هؤلاء لاعبون كبار وتؤثر فيهم هذه الأمور، حتى عندنا كما شاهدنا بالنسبة إلى فريقي بلوزداد ووفاق سطيف بسبب كأس الجمهورية، حيث يعاني كل فريق من إصابات خطيرة، كما أن اللّعب 3 مرات في الأسبوع متعب للاعبي البطولة عندنا، ويعرضهم إلى الإصابات.
كيف تتوقع أن يكون المستقبل دون الركائز.
(يقاطع)... اسمعني جيدا، لا يمكنني أن أكون مكان المدرب هو تحمّل المسؤولية، يملك كل الصلاحيات ويعرف ماذا يفعل، "خلصوه وجابوه وهو يعرف شغلو"، لا يمكنني أن أكون مستشاره.
لكن رأيك يهمنا.
لا تقلق، هو يعرف كيف يؤدي مهمته بنجاح، وما دام قد وضع على رأس العارضة الفنية للمنتخب فهذا يعني أنه يتقن عمله، ويعرف كيف يصل إلى كأسي إفريقيا 2013 وكأس العالم 2014، وهذا هو هدفه على ما أعتقد. الآن "شغلو يدبّر راسو خاطيني أنا".
بماذا تريد أن تختم؟
أحيي كل الجمهور الجزائري وأتمنى أن تسود الروح الرياضية ملاعبنا مهما كانت قوة المنافسة واشتدادها، ونأخذ الدروس من الأوروبيين، شاهدنا برشلونة وهذا مثال جميل للجماهير يضيّع البطولة على أرضه أمام غريمه التقليدي ولا يحصل شيئا. يجب أن نأخذ الدروس بعين الاعتبار، فالبارصا ضيعت البطولة ولم يحصل أي شيء، الجمهور صحيح أنه يغضب لكنه لا يستعمل العنف، وأتمنى مزيدا من التطور لكرتنا.