الشركس العراقيون هم المواطنون العراقيون ذوي الأصول الشركسية. يقدر عدد الشركس في العراق ب 30 ألف نسمة[1] و يقدر عدد الناطقين بلغة الأديغة في العراق ب19 ألف نسمة حسب تقديرات عام 1993م [2] يتواجد الشركس في العراق في العاصمة بغداد إضافة إلى مدن أخرى مثل الموصل والسليمانية وأربيل وكركوك وقرية الشيشان(الحميدية) في قضاء المقدادية في محافظة ديالى وسط العراق حيث يعرفون باسم الجيجان نسبة إلى منطقة الشيشان القفقاسية والقرية باسم الحميدية نسبة للسطان عبد الحميد الثاني. معظم الشركس أو الجيجان كما يسمون محلياً هاجروا من القفقاس إلى العراق أبان الحروب بين الأمبراطوريتين العثمانية والروسية، وخصوصاً عقب عمليات التهجيرالقسرية التي تعرضت لها شعوب بلاد شمال القفقاس وبضمنها الهجرة الكبرى التي امتدت للمدة من 1859 م ولغاية 1864 م إلى تركيا ومن ثم إلى البلاد الواسعة التي كانت تحت سيطرة العثمانيين، كانت حصة العراق كبيرة من اعداد الاسر الشيشانية والداغستانية والشركسية التي استوطنت بصورة رئيسية في مدن وريف كركوك وديالى وبغداد والموصل والأنبار(الفلوجة) إلى جانب العوائل التي قدمت طوعاً من شمال وجنوب داغستان إلى العراق عبر أذربيجان وإيران قبل التهجير القسري وبعده بفترات غير قصيرة وإستقرت في دهوك وأربيل والسليمانية... وكانت الغالبية العظمى من المهاجرين القادمين قسراًإلى العراق تتكون من عوائل القادة العسكريين أو المقاتلين الذين إنضموا إلى الجيش العثماني بدواعي دينية ومن ثم فضّلوا البقاء في العراق ولم يغادروه حتى بعد سقوط الدولةالعثمانية [3]. من أهم العوائل الشركسية في العراق هي: الداغستاني- نسبة إلى جمهورية داغستان في القفقاس، طاشان أوجيجان كما يطلق عليهم في وسط العراق نسبة إلى جمهورية الشيشان في القوقاز وكل الشركس في العراق من المسلمين السنة. من الجدير بالذكر أن الحكومات العراقية المتعاقبة التي اعترفت (في نطاق هوية الأحوال المدنية التي تشير منذ تأسيس الدولة العراقية إلى القومية والدين) بالقوميات التي تقطن العراق لم تعترف كما يبدو بالقوقازيين أو الشركس في العراق. فالأثر الوحيد الذي ممكن أن يعُثر عليه بالنسبة لخانة القومية في هوية الأحوال المدنية للمواطنين من ذوي الأصول الشركسية إما أن يترك من دون إشارة بالنسبة إلى نسبهم الشركسي أو يكتب فيها (عربي أو تركماني أو كردي). فبمراجعة بسيطة للإحصاءات السكانية الرسمية العراقية ابتداء من عام1927 وحتى اليوم يمكن ملاحظة بأن أياً منها لم يشر إلى القومية القوقازية أو جيجيان العراق، يذكر أن إحصاء عام 1957 هو الوحيد الذي كان قد أشار إلى حيز باسم (قوميات أخرى) بمعدل 2 في المئة من سكان كركوك على رغم عدم تعريفه لهذه القوميات الأخرى باسمها الصريح أسوة بإشارته إلى قوميات تمثل الفارسية والأرمنية، إضافة إلى القوميات الرئيسة العربية والكوردية والتركمانية.[4]
تاريخ تطور الشيشان في العراق مشابه لتطورهم في الجوار سواء في تركيا أو الأردن أو سوريا حيث أنهم ومع التحول من المجتمع الزراعي وتحوله إلى نمط مديني اشتغلوا في غالبيتهم بالسلك العسكري، ولكن تبقى اختلافات تميز حالهم عن حال شيشانيي الأردن تحديداً، فشيشانيو العراق فقدوا لغتهم والعديد من نمط معيشتهم في تصور يعبر عن حالات من اندثار الهوية القومية، ويعود السبب في ذلك إلى طبيعة الدولة العراقية خاصة في ظل الإيدولوجية البعثية القومية، وكذلك غياب المجتمع المدني، والذي يشكل من خلال الجماعات الطوعية محاضن للحفاظ على الهوية القومية. ويشار إلى أنه، ومنذ، سقوط نظام "صدام حسين"، هناك محاولات لإعادة بعث المنظمات الأهلية، وإعادة تعليم اللغة، حيث تم تأسيس الجمعية الشيشانية الأنغوشية لهذا الغرض في "كركوك"، ومن المرجح أن تثمر هذه الجهود، خاصة وأن الشعور بالهوية ما زال قائماً في ظل نسبة 80% من زواج شيشانيي العراق هو زواج داخلي.[5]