العراق البلد الاسلامي الجريح.........يالله

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
خطباء العراق.. السكوت على الظلم واستئثار المسئولين سبب المشاكل



غياب الوزارات الأمنية والصراع حولها سبب التفجيرات
مازن غازي
2011-01-22 06:14:26




خطباء العراق: السكوت على الظلم واستئثار المسئولين سبب المشاكل



مازن غازي

إسلام أون لاين - بغداد



طالب خطيب جامع أبي حنيفة النعمان بالعاصمة بغداد 21-1-2011 في العراق المسئولين الأمنيين بتحمل مهامهم إزاء التفجيرات التي تحصل في العراق أو التحلي بالشجاعة والاعتراف بعدم إمكانية مواجهتها، فيما دعا الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" وكيل المرجع الأعلى للسيد علي السيستاني إلى سرعة تشكيل الوزارات الأمنية.

فمن على منبر جامع أبي حنيفة النعمان في العاصمة بغداد شدد خطيب الجمعة الشيخ "أحمد حسن الطه" إن العالم العربي قد بانت له صورة واحدة تنعكس من معانات الشعوب نتيجة تسلط الحكام واستئثارهم بالمناصب، تتلخص بعبارة واحدة (كلنا تونس) مذكراً بأن ما حصل في تونس إنما هو نتيجة التمسك بالمنصب والاستبداد والتغاضي عن مطالب الشعب وطموحاته.

فقد قال "الطه" في خطبته إن ما جرى في تونس من ثورة ضد استئثار السلطة مع الاستخفاف بمشاعر الشعب وآماله يعد قاسماً مشتركاً بين واقع الكثير من الدول العربية والإسلامية ومنها العراق الذي شهد خلال أيام قلائل عدة انفجارات في عدد من المحافظات أدت لسقوط قرابة مائتي قتيل وجريح دون تحمل أحد من المسئولين مسئولية ما جرى.

وحذر قائلا "كل الناس تتحدث عما جرى في تونس وكل الناس يؤكدون أننا في الهم سواء فالكل تونس وكلنا تونس لذلك أقول إذا لم تتغير بواطن ونفوس الناس ونظرتهم للممارسات والحياة فلن يتغير وضعنا وهذا ما فعله التونسيون".

وربط بين المشهدين بتأكيده على أن السكوت على الظلم واستئثار المسئولين "يؤدي إلى وهن الشعوب وأن نزيف دماء العراقيين المستمر في كل يوم أو كل أسبوع يجعلنا نتوقف لنتساءل بقوة، ما الذي دهى بالناس حتى أصبحوا كالوحوش؟ بل الوحوش أرفع مستوى من هذا الذي نشاهده.. فلم نسمع أو نرى أن ذئبا فتك بالذئاب كما يفتك البشر بالبشر اليوم".



كل البلاد تونس، وكلنا تونس



وخاطب آلاف المصلين في جمعتهم قائلا "إن أسوأ أوضاع للشعوب الآن هو أوضاعهم في بلاد المسلمين، وأسوأ أنواع الشر والفوضى في بلاد العرب والمسلمين، فلم تنكب أمة كما نكبت الأمة العربية بامتيازاتها في هذه العقود خصوصا منذ خمسين أو ستين سنة حين بدأت المؤامرات بفلسطين وامتدت إلى يومنا هذا، فليس تونس من أعياها الفقر والمرض والجهل والإهانة والسجون فكل البلاد تونس، وكلنا تونس".

ذكر بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم "إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستح فاصنع ما شئت" وعقب عليه بقوله "الآن يتحدث المسئولون عن خزائن الشعب التونسي مودعات خارج البلاد باسم رئيسه السابق وشعبه جائع مهمل إلى درجة أن الناس تدرس وتتعب وتؤهل جامعيا كي يساهم ويبني لكنه عندما يتخرج لا يجد لقمة العيش وموارد البلاد تحرك أسواق الغرب وتسعدهم بأرباحها وأهلها جياع".

وانتقل الشيخ "أحمد الطه" للشأن العراقي قائلا "نعيش في العراق المأساة ذات المأساة من الفساد والعبث والجهل إضافة للإصرار على الاستئثار والاستفزاز، فالذي يؤلم القلوب والوجدان ما حصل قبل أيام من تفجيرات خلفت قرابة المائتين عراقي بين قتيل وجريح ولم نسمع أو نرى من يحمل نفسه المسئولية، ألا يستحي المسئولون عن الأمن".

واستغرب من عدم اعتراف المسئولين المقصرين في أعمالهم بأخطائهم، وأضاف "المسؤول الذي لا يسيطر على عمله ولا يتقنه لماذا لا يعترف أنه لا يستطيع أداء عمله وينسحب، فقد قيل قديما: إذا لم تستطع شيئا فدعه وجاوزه إلى ما تستطع، لماذا هذا الإصرار والتمسك بالمنصب ودماء الناس تسفك والناس تعرف أن هناك اختراقات وليس اختراقا واحدا، فيجب المصارحة من أجل التصحيح نحن لا نريد الفوضى ولكن السكوت على هذه الأخطاء ينذر بشرور أسوا منها لذا يجب أن نقول اصدعوا بالحق فلا أسف عليهم وليغادروا".

وذكر بالحديث الشريف الذي يوصي به رسولنا الكريم الأمة قائلا "من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان" مبيننا أنه أضعف فعل أهل الإيمان".

واسترسل قائلا "المنكرات أصبحت كثيرة ولكن هل من يقول أن هذا حرام.. فعلينا أن نقول كلمة حق ونكون إيجابيين وكفانا سكوتا على الفساد فقد قال رسول الله: إذا رأيت أمتي تهاب فلا تقول للظالم يا ظالم فقد تودع منهم".

وختم الخطيب داعيا الله تعالى أن يقذف في قلوب بقية باقية ممن يهمهم أمر العراق وأهلها أن يعملوا بإيجابية رغم اختراق الأعداء للبلاد وضعف السيادة بفعل الاحتلال وارتفاع معدلات الجريمة والاختراقات الأمنية مخاطبا من وصفهم بالبقية من الأشراف سواء في الحكومة أو مجلس النواب أو في الجيش أو الشرطة للعمل باتجاه خدمة الشعب وسماع كلمة الحق بعيدا عن المجاملات من أجل ما أسماه الوضع المتدهور المعيب.


وفي مدينة كربلاء استنكر الشيخ "عبد المهدي الكربلائي" وكيل المرجع الأعلى للسيد علي السيستاني في خطبته التي نقلتها عدة فضائيات عراقية استذكر فيها مناسبة أربعينية استشهاد الإمام الحسين ابن علي -عليه السلام- التي يحييها عشرات الآلاف من شيعة العراق هذه الأيام مبينا مناقب الإمام الحسين وآل بيت رسول الله الطيبين، لكنه لم يهمل ما تعرضت له عدة محافظات عراقية من عمليات تفجير أودت بمئات القتلى والجرحى خلال أيام قلائل.

وعزا الكربلائي تكرار تلك العمليات خلال وقت قصير مع وجود التشديدات الأمنية المسبقة إلى غياب الوزارات الأمنية والصراع حولها داعيا الحكومة إلى الإسراع لتشكيل الوزارات الأمنية بشكل كامل لوضع حد لهذه الخروقات المتكررة مؤكدا أن ما يسمى "الإرهاب" الذي ارتكب جريمة كربلاء هو نفسه الذي ضرب تكريت بالأمس، والدم العراقي الذي سال في المدينتين واحد مشيراً إلى أن أجندة التدمير القادمة من الخارج باتت مكشوفة لكل العراقيين.

ودعا العراقيين إلى استمرار التكاتف الوطني لمجابهة هذه العمليات مثمنا روح البسالة التي أبداها شاب عراقي من أهل السنة في التصدي إلى انتحاري رام تفجير نفسه وسط حشد شيعي مما أدى لاستشهاده دفاعا عن إخوته العراقيين مؤكدا أن هذه الروح الأخوية الإسلامية إنما هي التي أمرنا الله بها كأمة واحدة.

وكان تفجيران شديدان قد وقعا بسيارتين مفخختين جنوب وشمال مدينة كربلاء يوم الخميس 20 يناير 2011 تسبب بمقتل 56 شخصا وإصابة 171 آخرين وسبقه بيومين تفجير في مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين شمال العراق استهدف مركزا للتطوع بالشرطة أوقع 54 قتيلا وأكثر من 137 جريحا، وتلاه بيوم واحد تفجير في ديالى استهدفا زوارا شيعة وعناصر في حماية المنشآت خلف نحو 10 قتلى وأكثر من 50 جريحا.

:dido111: