عند السلفيين
- توحيد علمي اعتقادي:توحيد أسمائه وصفاته، وهو اثبات ما أثبته
الله لنفسه، أو أثبته له الرسول محمد في الاحاديث التي يعتبرها السلفية
صحيحة، من غير تمثيل أو تكييف ونفي ما نفاه عن نفسه من غير تعطيل أو تحريف.
- توحيد إرداي طلبي: توحيد الألوهية.
</li>
والوحدانية: تنفي الكثرة عن الله في الذّات والصّفات والأفعال،
أي لا توجد ذات مثل ذاته، ولا صفات مثل صفاته، ولا أفعال مثل أفعاله.
وأيضا فذات الله ليس مكونة من أجزاء مركبة، وكذا صفاته.
وقد وضع رجال الدين السلفيين شروط التوحيد أو كما تسمى شروط لا إله إلا
الله، وجمعها حافظ بن أحمد حكمي، في منظومة "سلم الوصول" بقوله:
وبشروط سبعة قد قُيدت |
| وفي نصوص الشرع حقاً وردت |
إذ أنه لم ينتفع قائلها |
| بالنطق إلا حيث يستكملها |
العلم واليقين والقبول |
| والانقياد فادر ما أقول |
والصدق والإخلاص والمحبه |
| وفقك الله لما أحبه[2] |
وبحسب الدكتور عائض القرني فهذه الشروط بالتفصيل هي:
- العلم المنافي للجهل: أن تعلم أنه لا يستحق العبادة إلا الله وحده؟
- اليقين: وهو أن تتيقن بقلبك وعقلك، وتعتقد اعتقاداً، جازماً بهذااليقين.
- القبول: فالبعض يعلم ويتيقن، لكن لا يقبل بلا إله إلا الله.
- الانقياد: وهو اتباع الرسول محمد في كل نواحي الحياة، سواءً السلوك، الأدب، الأخلاق والمعاملات.
- الإخلاص: فليست رياءً. لذا وجب أن يكون العمل خالصاً له.
- الصدق
- المحبة: وهي الاندفاع إلى الدين بمحبة، من غير كسل وتململ.[3]
ومعنى التعريف أن العقيدة الإسلامية لا يقبل فيها إلا اليقين، أما الشك فغير مقبول مطلقا. وقد قسم شيوخ السلفية التوحيد تقسيما بسيطا لسهولة الفهم فقط (وإنما التوحيد في أساس فهمه ومعناه لا يجزأ) إلى ثلاثة أقسام رئيسية - وهو مما يعترض عليه الأشاعرة- هي:
- توحيد الربوبية: ويقصد بتوحيد الربوبية إفراد الله بأفعاله،
وبعبارة أخرى أن يعتقد المسلم تفرد الله بالخلق، والرزق، والإحياء،
والإماتة، والملك، والتدبير، وسائر ما يختص به من أفعال، وقد كان هذا
النوع من التوحيد واضحا بيناً حتى لدى قريش قبل الإسلام[4].
- توحيد الألوهية: معنى توحيد الألوهية هو الاعتقاد الجازم بأن الله هو الإله الحق، ولا إله غيره، وإفراده بالعبادة. والإله هو المألوه، أي المعبود، وتعرف العبادة
لغةً بأنها الانقياد والتذلل والخضوع. فلا يتحقق توحيد الألوهية إلا
بإخلاص المسلم العبادة لربه وحده في باطنها وظاهرها، بحيث لا يكون شيء
منها لغيره. ويقول ابن تيمية
في توحيد الألوهية: "و هذا التوحيد هو الفارق بين الموحدين والمشركين,
وعليه يقع الجزاء والثواب في الأولى والآخرة, فمن لم يأت به كان من
المشركين".[5] وبهذا فإن توحيد الألوهية يستلزم تطبيق توحيد الألوهية التوجة الله وحده بجميع أنواع العبادة وأشكالها، ومنها الأمور التالية:
- إخلاص المحبة لله، فلا يتخذ العبد من درن الله ندا يحبه كما يحب الله.
- إفراد الله في الدعاء والتوكل والرجاء فيما لا يقدر عليه إلا الله.
- إفراد الله بالخوف منه، فلا يعتقد المؤمن أن بعض المخلوقات تضره بمشيئتها وقدرتها فيخاف منها فإن ذلك شرك بالله.
- إفراد الله بجميع أنواع العبادات البدنية مثل الصلاة والسجود والصوم، وجميع العبادات القولية مثل النذر والاستغفار.
</li>
توحيد الأسماء والصفات: وهو الإيمان بما وصف الله به نفسَه في كتابه، أو وَصَفَه به رسوله محمد من الأسماء الحسنى والصفات وإمرارها. وفي صياغة أخرى:
اعتقاد انفراد الله بالكمال المطلق من جميع الوجوه بنعوت العظمة، وذلك
بإثبات ما أثبته الله لنفسه، أو أثبته له رسوله محمد من الأسماء والصفات،
ومعانيها وأحكامها الواردة بالكتاب والسنة.
[عدل] عند الأشاعرةويسمونه أيضا علم الكلام، ويعرفونه بأنه: علم يقتدر به على إثبات العقائد الدينية مكتسب من أدلتها اليقينية
[6] يعرف بأنه العلم بالعقائد الدينية عن الأدلة اليقينية.
[7]. ويعتبر الأشاعرة أن صفة الوحدانية لله تنفي عنه الكثرة في ثلاثة أشياء:
- في الذات:حيث أن حقيقة ذات الله ليست كمثل حقيقة ذات المخلوق، فذات المخلوق جسم ومتحيز وليست كذلك ذات الله.
- في الصفات:وحقيقة صفات الله ليست كحقيقة صفات المخلوق، فعلم
المخلوق مثلا إما نتيجة فعل له أو انفعال أو تكيف نفسه بكيفية معينة، أو
بانطباع صورة المعلوم فيها، أو بغير ذلك، وليس علم الله شيئا من ذلك، وعلم
المخلوق حادث، له سبب، لم يكن فيه ثم كان، لأنه ليس بعالم حين ولادته، ثم
حصل فيه العلم بالتدريج، وليس كذلك علم الله، وبقاء المخلوق مثلا عبارة عن
استمرار وجوده في الزمان الثاني، أما بقاء الله فعبارة عن انتفاء عدمه،
وقدم المخلوق مثلا عبارة عن وجوده منذ أزمنة متطاولة بالنسبة إلى غيرها،
وأما قِدَمُ الله فإنه عبارة عن عدم الأولية له، وهكذا يقال في بقية
الصفات.
- في الأفعال:وأما الأفعال، ففعل الله عبارة عن خلق للمفعول، أي
إيجاد للمفعول من العدم إلى الوجود، فالله خالق كل شيء، وأما فعل المخلوق
فلا يمكن أن يكون خلقا، وإلا لم يكن الله خالقا لكل شيء، بل فعل المخلوق
عبارة عن اكتساب لما خلقه الله له، فنسبة الفعل إلى الله نسبة هي خلق،
ونسبة الفعل إلى المخلوق نسبةٌ هي كسب واكتساب. ويلزم عن الوحدانية في
الأفعال أنه لا مؤثر ولا خالق إلا الله.