بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه كما يحب ربنا ويرضى ونثني
عليه الثناء كله ونشكره ولا نكفره سن لنا سنن الهدى وجعل شرعه نجاة لنا في
الدارين وأصلي وأسلم على الهادي البشير والسراج المنير تركنا على المحجة
البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك وعلى آله وصحبه الأطهار الميامين
ومن سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين وبعد :
إليكِ يا مربية الأجيال .... ويا صانعة الأبطال .... و يا حفيدة الصالحات
خديجةُ وعائشة ...
إليك ... أختاه أخط هذه السطور بمداد الحب في الله والبغض في الله والغيرة على
محارم الله والحرقة على فلذات أكبادنا ...
أختي الحبيبة ... يا من رضيت بالله رباً وبنبينا محمد صلى الله عليه وسلم نبياً
وبالإسلام ديناً ...
أختي الحبيبة .... يا من اعتنقت الإسلام راضية مختارة غير مكره ولا مجبرة ...
يا من أُنزل عليكِ القرآن نوراً وهدى للعالمين فيه وعد ووعيد ... و يا من رضيت
بحِكمة النبي صلى الله عليه وسلم وارعيتِ لها سمعكِ وفؤادكِ
إليــــكِ هذه الكلمات من أخت محبة لكِ ناصحة لكِ في الله فافتحِ لها قلبكِ
وارعيها سمعكِ تفلحِ ـ إن شاء الله ـ فهي نابعة من قلب محب مشفق والله وحده
المطلع على القلوب :
قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء
الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن
يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الأحزاب59
وقال سبحانه {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا
فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ
وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ
فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا
وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ
إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ
أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي
إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ
أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلَا
يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ }( النور 30 ـ31 )
ففي الآية الأولى : أمر من الله عز وجل لنبيه الكريم أن يأمر زوجاته وبناته
بالحجاب وهن أطهر النساء الآتي لا يُتهمن في شرف ولا يُشك فيهن , والأمر كذلك
لعموم المسلمات والمؤمنات كما في الآية الكريمة ...
وفي الآيتين الأخريين : أمر من الله عز وجل تبارك وتعالى للمؤمنين والمؤمنات
بغض الأبصار وحفظ الفروج وبيان أحكام خاصة بالنساء فيمن يجوز أظهار الزينة لهم
من المحارم وغيرهم وفق أحكام شرعية ليس المجال هنا لبسطها والإسهاب فيها ...
ونحن في زمن انتشرت فيه الفتن فتنة تتلوها أختها نسأل الله السلامة والعافية
... ومن أكثر الوسائل نشراً للفتنة بين الجنسين وتأجيج نار الشهوات في نفوس
الشباب والفتيات ـ وقد نقول بل ونجزم أن تأثيراه امتد لمن خط في رأسهم الشيب من
الرجال والنساء ـ ألا وهي
الفضائيات الإباحية
التي أصبح لا يكاد يخلو بيت من بيوت المسلمين منها ـ إلا من رحم الله ـ وللأسف
الشديد والذي يقطع نياط القلوب حزناً أن تكون هذه الفضائيات الإباحية في منازل
الأخيار ومن نتوسم فيهم الصلاح فهاهي امرأة أحسبها والله حسيبها من أهل التقى
والصلاح زوجها وأبنائها من رواد المساجد وهي ما شاء الله سخية في مجالات البر ,
كم حزنت ذاك اليوم عندما ذهبت لها فإذا بالتلفاز مفتوح وعلى منظر لا يرضي الله
سبحانه ... تألمت وتألمت لذلك المنظر الذي ما توقعت أن أراه في بيت تخرج منه
حفظة لكتاب الله وأئمة للمساجد ...
اعلمي أيتها المرأة المسلمة ـ وفقني الله وإياك للخير ـ أنك راعية في بيتك
ومسئولة عن رعيتك أمام مولاك سبحانه وتعالى قال الرسول الكريم صلى الله عليه
وسلم " كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته….. والمرأة راعية في بيت زوجها ومسئولة
عن رعيتها ". ...
أنت مسئولة أمام الله عن أبنائك وبناتك إن أحسنت تربيتهم صغاراً ومتابعتهم
كباراً فأنت على خير وأبشري بالفوز والفلاح بحول الله , وإن أضعت الأمانة التي
وضعها الله في عنقك فقد خسرت خسراناً مبيناً ـ إن لم يرحمك الله سبحانه ـ
كثير من الأمهات في هذا الزمان ـ إلا من رحم الله ـ ضيعت الأمانة وفرطت فيها
فلا تُلقي بالاً لهذا الأمر , يأتون بهذه الأطباق الإباحية , وإن لم تأتي بها
بنفسها فيكفي أنها رضيت بدخولها ولم تقف في وجه زوجها وتمنعه من ذلك الأمر ...
تجلس الفتاة والشاب على هذه الفضائيات الإباحية ليشاهدوا المسلسلات والأفلام
الهابطة التي تبث الرذيلة وتصورها على أنها فضيلة , فأصبح ديدن هذه القنوات
الجنس يبثونه لأبناء المسلمين بأي حجة كانت " أخبار ـ إعلانات ـ مسابقات ـ
مسلسلات من واقع الحياة ... " وكلها للأسف خدع يخدع بها الغرب وعبدة الشهوات
أبناء المسلمين وقد أفلحوا في ذلك ونالوا بغيتهم ....
تجلس الفتاة والشاب على هذه القنوات ليل نهار بلا رقيب ولا حسيب من أب أو أم ,
وقد تكون في حجرة الشاب والفتاة يسهرون وحدهم على تلك المناظر حتى تتأجج نيران
الشهوات في صدورهم , بل وقد يجلس الأب وتجلس الأم على هذه الفضائيات مع الأبناء
ويستمعتوا بما يشاهدوا ... بلا حياء ولا خجل من الأبناء ... وكيف نطلب ذلك وقد
وُئد الحياء والخوف من الله سبحانه