المغرور.. إنسان يري نفسه أكبر من حجمها بل وأكبر من غيرها أيضا فلا يشعر الا بما في داخله هو ولا يحس بمن حوله ولا ما يجري حوله.. اذ أن انشغاله بنفسه لا يمنحه أي فرصة للانشغال بهموم الآخرين، سبب الغرور في أغلب الاحيان هو تفوق ذلك الشخص في مجال من مجالات الحياة علي غيره من الناس وقد لا يكون هذا التفوق نتيجة جهد شخصي بذله لتحصيلها إنما قد يكون هبة أو منحة من الله تعالي لكن المشكلة الأكبر عندما لا يملك هذا الشخص أي صفة تميزه عن الآخرين فلا هو متفوق في شيء ولا هو يملك أكثر مما يملكون ولا هو أفضل منهم في أي شيء ومع ذلك يأخذه الغرور بالنفس فيتكبر ولا يحترم صغيرا ولا كبيرا.. نظرة هذا الشخص الي نفسه نظرة غير متوازنة ففي الوقت الذي ينظر الي نفسه بإكبار تراه ينظر الي الناس باستصغار واحتقار.. فلا نظرته الي نفسه سليمة ولا نظرته الي غيره صحيحة ولا نظرة الناس اليه نظرة محترمة، وأنا شخصيا اعتقد كما يعتقد الكثيرون أن هذا النوع من الغرور ينشأ عن شعور داخلي بالنقص ويحاول المغرور أن يغطي هذا النقص بالتكبر وقد جاء في الحديث: ما من رجل تكبّر أو تجبّر إلا لذلة وجدها في نفسه .
قد يكون الشعور بالرضا عن الانجازات والتفوق مبرراًَ الي حد ما ومعقولا..
ولكن الشعور بالانتفاخ والغرور بلا سبب لا مبرر له وهو أشبه بالهواء الذي يدور بداخل بالون فارغ ينفجر مع أقل لمسة تمسه، وأقول لكل انسان مغرور.. تعال وأجب علي هذه التساؤلات.. بعدها لك الحق في غرورك، توقف للحظة واخبر نفسك بنفسك.. ماهو قدر نفسك عندك وعند الآخرين؟ ماهي المعجزات التي تحققت علي يديك حتي الآن؟ من أين أتيت وكيف كنت قبل أن تصل الي ما أنت عليه؟؟ ماهي قيمة الدنيا بنظرك؟؟ هل تستطيع الاجابة بصراحة؟؟ هل تعرف كيف ينظر الناس اليك والي كل مغرور؟ أنت بالتأكيد لا تعرف دعني أخبرك اذاً.. الناس يمقتون المغرور ويبتعدون وينفرون منه، الناس ينظرون الي المغرور نظرة دونية احتقارية فمن رفع نفسه أمام الناس نزل في أعين الناس، المغرور انسان يعيش منعزلا ليس لديه صداقات مع الآخرين إلا قليلاً جدا وحتي لو كانت لديه صداقات فهي ضعيفة وسطحية جدا لأنه لا يستطيع التعايش مع انسان لا يوافقه طريقة تفكيره ولا يقدر أن يتعامل إلا مع ضعاف النفوس والمهزوزين مثله، المغرور انسان مليء بالعيوب.. لذا يبحث دائما عن العيوب في الآخرين ليغطي عيوب نفسه، المغرور انسان مرفوض من الناس والأصدقاء وحتي أقرب الاقرباء.. ولو استذكرنا سيرة العظماء كيف كانوا علي الرغم من سعة علمهم وعظمة أعمالهم وجلالة قدرهم وخدماتهم للإنسانية الا انهم لم يعرفوا الغرور يوماً بل انهم كلما ازدادوا علما تواضعوا للناس أكثر، هكذا هم الأنبياء وهكذا هم العلماء وهكذا هم سادات أقوامهم لم يكن تواضعهم واحترامهم للآخرين أن ينتقص من مكانتهم في أعين الناس بل بالعكس كان يزيد في حب الناس واحترامهم لهم.
ونصيحتي لكل مغرور أن يحاول كسب محبة الناس من جديد وذلك من خلال التواضع لهم واحترامهم فأنت لست يا أخي أفضل منهم وهناك دائما من هو أفضل منك سواء كان بالجمال أو بالاخلاق أو بالعلم أو المال..
قال الله تعالي: ولا تمش في الأرض مرحاً إنك لن تخرق الأرض ولن تبلغ الجبال طولا صدق الله العظيم.
حاول التخلص من هذا المرض فليس هناك أجمل من أن تكون قريبا من الناس.. محبوبا من الجميع.
مسك الختام
إلهي كلما رفعتني في أعين الناس درجة إلا حططتني مثلها في نفسي درجة