مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية
5 مشترك
كاتب الموضوع
رسالة
الساحر الروماني عضو ذهبي
الساعة الأن : المزاج : 1140 تاريخ الميلاد : 19/04/1994
موضوع: مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية الجمعة يونيو 01, 2012 11:43 am
من جمع العبد الفقير إلى الله إبراهيم السكران..
قال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله:
1-الانشغال عن القرآن: يقول المصنف((ولا يَدع القرآن رغبةً إلى غيرِهِ)) مع الأسف أنَّ كثيراً من المُسلمين انشغلُوا عن القرآن بالقِيلِ والقال والصُّحُف والمجلَّات، والقَنَواتْ، تَجِدْ بعض طُلَّاب العلم عِنْدَهُ استعداد يفلي الجرايد كلها! أو المُسلم المُوَظَّف بعد ما يطلع من وَظِيفتِهِ إلى أنْ ينام وهو يقلب الجرائد! علشان إيش؟! ماذا تستفيد من هذهِ الجرائد؟! هذا خبرٌ سَيِّء، وهذا تهكُّم بالدِّينْ، وهذا استهزاء بالمُتديِّنين، وهذه صُورة عارية، وهذا خبر، وش الكلام هذا! ومع ذلك هذا ديدن كثير من النَّاس، ويَمُر عليهِ اليُوم واليُومين والأُسْبُوع والشَّهر وهو ما فتح المُصحف! إنْ تَيَسَّرْ لُهُ أنْ يَحْضُر إلى الصَّلاة قبل الإقامة بدقيقتين، ثلاث، خمس قَرَأ قِراءة الله وأعلمُ بها! قرأ لهُ ورقة ورقتين وعَيَّا! وبعض النَّاس ما يعرفُون القرآن إلَّا في رمضان! هذهِ مُشكلة.
ولِذا يقول: ((ولا يَدع القرآن رغبةً إلى غيرِهِ)) نعم هناك عُلُوم يعني لا يشمل هذا الكلام، النَّظر في السُّنَّة مثلاً، أو في العُلُوم المُسَانِدَة التِّي تُعين على فهم القرآن، كُلّها من العِناية بالقرآن؛ لأنَّ السُّنَّة تُفَسِّر القرآن، تُوَضِّحُ القرآن، العُلُومُ التِّي تُعين على فَهْم القرآن، والإفادة من القرآن، والاسْتِنْبَاط من القرآن كُلّها داخِلَة في تَعَلُّمِ القُرآن ((إنَّهُ لا خير في عِبادة لا عِلْمَ فيها)) عِبَادة على الجَهْل لا خيرَ فيها، قد يرتكب هذا العَابِد مُبْطِل لهذِهِ العِبَادة، وهو لا يشعر! ((ولا خير في علمٍ لا فِقْهَ فيه)) يعني تَجِدْ بعض النَّاس مَنْهُوم بقراءة الكتب؛ لكنْ لا يَفْهَم ولا يُريد أنْ يَفْهَم! مُجَرَّدْ سَرْد، لا يقف عند المسائل، ولا يُحرِّر المسائل، ولا يُحقِّق المسائل ((لا خير في علمٍ لا فِقْهَ فيه، ولا خير في قراءة لا تَدَبُّرَ معها)) يعني الخير المُرَتَّب على التَّدَبُّر؛ لا يأتي إلاَّ بالتَّدَبُّرْ، نعم، وأمَّا قِراءة الحُرُوف فَتتمّ مع غير التَّدَبُّر، وفَضْلُ اللهِ واسع، واللهُ المُستعان.
2-الحرمان لا نهاية له: ((شيبتني هود وأخواتها)) لمن ألقى السمع، وقرأ بتدبر، وقرأ القرآن كما أمر، والقرآن كله كما قال شيخ الإسلام -رحمه الله- من قرأه على الوجه المأمور به أورثه من الإيمان والعلم ما لا يدركه من لم يفعل مثل فعله، ما يمكن أن يدرك العلم إلا بهذه الطريقة، ونحن مع الأسف من يقرأ القرآن منا يقرأه على وجهٍ لا يدري كيف قرأ؟ بحيث لو تحرك عنده شيء ما يدري أين وقف؟ وهذا الواقع.
نعم أُثر عن السلف أنهم يقرؤون القرآن كثيرٌ منهم في سبع، وبعضهم في ثلاث، ووجد من يقرأ القرآن في يوم، لكن قد يُقرأ القرآن في يوم لكن مع حضور القلب والتدبر، ومع المران يُدرك ذلك، أما حديث: ((لن يفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث)) فهذا في عموم الناس الذين تلهيهم الأعمال، وتشغلهم عن قراءة القرآن، لكن من جلس واعتنى بالقرآن، وجلس ليقرأ القرآن الوقت الطويل كل وقته في قراءة القرآن، فالمسألة وقت، إذا افترضنا أن الشخص يقرأ القرآن في سبع وخصص كل يوم ساعة، ما الفرق بينه وبين الذي يقرأ القرآن في يوم يخصص سبع ساعات؟ ما في فرق.
صح عن عثمان أنه يقرأ القرآن في ليلة، صح عن الشافعي كذلك وأبو حنيفة، ولا ينكر ذلك إلا من لم يدرك حقيقة هذا الأمر بالفعل، ولا شك أن القرآن في بداية الأمر يحتاج إلى معاناة يحتاج إلى شيء من التعب، يحتاج إلى مجاوزة امتحان، وأعرف شخص اعتكف ليقرأ القرآن في يوم فجلس يوم وليلة ما استطاع أن يقرأ إلا عشرين، ثم اعتكف بعد سنوات فقرأه في يوم وهو مرتاح، والآن يقرأ القرآن في يوم بدون اعتكاف.
والخلاف بين أهل العلم معروف في المفاضلة بين الهذ والترتيل، فالجمهور على أن الترتيل أفضل، والشافعي -رحمه الله- يرى أن كثرة الحروف مع الهذ أفضل، وليست المسألة مفترضة فيمن يقرأ جزء ترتيل أو هذ لا هذا لا يختلف فيه أحد، لكن المسألة مفترضة فيمن يجلس ساعة يقرأ جزئين أو أربعة؟ هذا محل الخلاف، وفي ترجمة واحد من أهل العلم كان يقرأ القرآن في ثلاث الدهر كله، وله ختمة تدبر مكث فيها عشرين سنة -رحمه الله-، يقول ابن القيم -رحمه الله-:
فتدبر القرآن إن رمتَ الهدى *** فالعلم تحت تدبر القرآنِ
لقرآن فيه العجائب، لكن من يعتني بالقرآن وللأسف، كثيرٌ من طلبة العلم لا يعرفون القرآن إلا في رمضان، يعني إن تيسر له يحضر قبل الصلاة خمس دقائق، أو عشر دقائق فتح القرآن، وإلا إذا سلم خرج، لا، ليست هذه حالة من يريد الدار الآخرة، القرآن كلام الله، فضله على سائر الكلام كفضل الله. هو الكتاب الذي من قام يقرأه *** كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ عهدنا شيوخنا وهم يقرؤون سورة هود لهم وضعٌ آخر، المساجد تمتلئ وهم لا يسمعون الصوت، بدون مكبرات، لكن يسمعون البكاء والتأثر، والله المستعان.
على كل حال الحديث في هذا الباب يطول، فعلينا أن نعتني بكتاب الله، وأن نقرأه للتعلم والتدبر، إضافة إلى كسب الأجر العظيم، فلا يوجد في الوجود كلام متعبد بتلاوته فقط غير كلام الله -سبحانه وتعالى-، الحرف عشر حسنات، هذا الأقل عشر حسنات، يعني الختمة الواحدة ثلاثة ملايين حسنة، ثلاثة ملايين حسنة، يعني الذي يقرأ القرآن في سبع ما يكلفه شيء، يجلس بعد صلاة الصبح ساعة وينتهي الإشكال، حتى تطلع الشمس، ولا يحتاج إلى غيرها، لكن الحرمان ما له نهاية، الحرمان لا نهاية له، إذا جاء لائحة أو نظام من أنظمة البشر تجد مدير الدائرة والوكلاء ورؤساء الأقسام وغيرهم يحتجبون عن الناس حتى يقرؤوا هذه اللائحة بفهم وتدبر، ويش تحتمل؟ إلى أن تأتي اللوائح التفسيرية، ما هم بصابرين، والله -سبحانه وتعالى- يقول: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ} [(24) سورة محمد] والله المستعان.
3-أهلُ الله وخَاصَّتُهُ: عن سمرة بن جندب -رضي الله عنهُ-، عن النبي -صلَّى الله عليه وسلم- قال: ((كُلُّ مُؤْدِبْ يُحبُّ أنْ تُؤْتَى مُأدبَتُهُ)) المأدبة: الوليمة، كُلُّ صاحب وليمة يُحب أنْ تُؤتى مأدُبَتُهُ وأنْ يُؤْكَل منها، ((ومأدُبَةُ الله القرآن))، ومَأْدُبَتُهُ يعني وَلِيمَتُهُ ونُزُلُهُ وإكْرَامُهُ لِخَلْقِهِ هذا الكِتاب، فهو يُحِبّ أنْ تُؤْتَى هذهِ المَأْدُبة وهذا القُرآن، ((فلا تَهْجُرُوهُ))، نعم؛ لأنَّ من هَجَرْ بِمنزلة من لم يأكُل من هذهِ المَأْدُبة، عن أنس بن مالك -رضي الله عنهُ- قال، قال رسُولُ الله -صلَّى الله عليهِ وسلَّم-: ((إنَّ لله أهْلِينْ، قِيلَ من هُم يا رسُول الله؟ قال: هم أهلُ القرآنِ أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ)) هذا معرُوف مُخَرَّجٌ عند الدَّارمي و في المُسند وابن ماجه، بإسنادٍ حسن عند الدَّارمي إسنادُهُ جيِّد لا بأسَ بِهِ.
هم أهلُ اللهِ وخَاصَّتُهُ، فأهلُ العناية بكتاب الله -جلَّ وعلا- هم أهلُ الله وخاصَّتُهُ، ويُقرِّر ابن القيم -رحمهُ الله تعالى- أنَّ أهل القرآن الذِّين هم أهلُ الله وخاصَّتُهُ هُم أهلُ العناية بِهِ، والاهتمام بقراءته وتَدَبُّرِهِ، وترتيلِهِ، والعملُ بِهِ، يقول: هم أهلُ القرآن وإنْ لَمْ يَحْفَظُوهُ، على أنَّهُ جاءَ في الحِفْظ على وجهِ الخُصُوص ما جاء من نُصُوص تَحُثُّ عليهِ؛ لكنْ لا ييأس من لم يحفظ القرآن، تكون لهُ عِناية بِحفظ القرآن، وورد يومي من القرآن، ويُعنى بكتاب الله -جلَّ وعلا-، ينظر في عهد ربِّهِ بحيث لا تغيب شمسُ يوم إلاَّ وقد قرأ حزبهُ من القرآن.
والمسألة تحتاج إلى هِمَّة، وتحتاج إلى عزيمة، والتَّسْوِيفْ لا يأتي بخير! يقول: إذا فات ورد النَّهار قرأناهُ في الليل! وفات ورد الليل نُضاعف حزب الغد، ما ينفع هذا! ناس نعرفهم إذا جاء وقت الورد ووقت الحزب وهو في سفر، في طريق في البراري والقِفار يلبق السَّيارة ويقرأ حزبه ويُواصل إذا لم يحفظ، هنا لا يضيع الحفظ بهذه الطَّريقة، من حَدَّد لِنفسِهِ ورداً وحِزْباً يوميًّا بحيث لا يُفرِّط فيه، مثل هذا يُفلِحْ، ولا يُفرِّط في نَصِيبِهِ من القرآن.
وتِلاوة القرآن لا تُكَلِّفُ شيئاً، يعني بالتَّجربة من جَلَسْ بعد صلاة الصبح إلى أنْ تَنْتَشِر الشَّمس قَرَأَ القرآن في سَبِع، يعني في كُل جُمعة يختم القرآن، ما تُكلِّف شيء، المسألة تحتاج إلى ساعة؛ لكن مع ذلك تحتاج إلى هِمَّة، أمَّا من يقول إذا جاء الصِّيف والله الآن الليل قصير، فإذا طال الليل أجلس بعد صلاة الصُّبح إن شاء الله! وإذا جاء الشِّتاء قال والله براد إذا دفينا شوي جلسنا! الفجر برد بالشِّتاء معروف؛ لكنْ إذا قال مثل هذا لن يَصْنَعَ شيئاً!!
مبدعة الزمان عضو ذهبي
الساعة الأن : المزاج : 951 تاريخ الميلاد : 15/01/1995 بطاقة الشخصية مواضيعي : . مواضيعي : .
موضوع: رد: مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية الخميس يونيو 28, 2012 12:22 pm
مشكووووووووووووووور اخي بارك الله فيك
Mŕ.Ŕoỹ عضو نشط
الساعة الأن : المزاج : 141 تاريخ الميلاد : 01/03/1990
موضوع: رد: مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية الخميس يونيو 28, 2012 2:34 pm
شكرا وبارك الله فيك وفي موضوعك الجميل
sirina عضو جديد
الساعة الأن : 15 تاريخ الميلاد : 19/02/1992
موضوع: رد: مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية الخميس يونيو 28, 2012 4:36 pm
مشكووووووووور اخي بارك الله فيك
sousou عضو جديد
الساعة الأن : 62 تاريخ الميلاد : 27/01/1993
موضوع: رد: مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية الخميس يونيو 28, 2012 10:11 pm
شكرااااااااااااا لك على الموضوع
يسلمووووووووووووو
مجموعة كلمات للشيخ عبدالكريم الخضير عن تدبر القرآن مستلة من دروسه العلمية