السونيت شكل فنى لقصيدة تتكون من اربعه عشر سطرا، يتكون كل سطر فيها من عشرة مقاطع صوتيه، ولقوافيها نظام خاص يلتزم به الشاعر، تنقسم السونيت فى داخلها الى اربعه مقاطع، يتكون كل من المقاطع الثلاثة الاولى من اربعة سطور، ويتكون المقطع الاخير من سطرين.
تنتظم القوافى فى المقاطع الثلاثة الاولى لتكون قافية السطر الاول هى قافية السطر الثالث، وقافية السطر الثانى هى قافيه السطرالرابع، فى كل مقطع على حدة، بحيث لاتتكرر فى المقطعين التاليين، اما المقطع الاخير المكون من سطرين فينتهى بقافية ثنائية، بذلك يكون نظام القوافى فى السونيتات على هذا النحو (أ ب أب – ج د ج د – ه وه و – ز ز).
لم تقتصر كتابة السونيتات على شكسبير فقط، فقد كتبها ايضا معاصروه من الشعراء، ولكن شكسبير مثلما كان اغزرهم وأبرزهم فى كتابة السونيتات التى بلغ عددها 154، والتى دفعت النقاد بسبب قيمتها الأدبية والانسانية الى حد القول لو لم يكتب شكسبير شيئا سواها لكانت كافية لوضعه فى مكان الصدارة بين شعراء العالم، فماهو السمت الذى يبلغه نجم شكسبير لو أضفنا الى سونيتاته ملاحمه الشعرية وقصائده التى يقارب حجمها ضعف حجم السونيتات بأكملها، ثم أضفنا اعماله المسرحية التى تبلغ 37 عمل ....
حين نقرأ السونيتات من 1 الى 126 نجدها تتحدث الى شخص ما، يتحدث معه عن امور الزواج، وضرورة الانجاب، واخرى يتحدث فيها عن تأثير الزمن على صديقه، والخلود الذى يحققه الشعر لهذا الصديق ضد التجاعيد.
اما القسم الثانى من رقم 127 الى 152 فيعبر شكسبير عن تجربته مع معشوقته الخائنة التى وصفها فى تلك السونيتات بالسواد حتى اصبحت تعرف باسم السيدة القاتمة ، فهو يخاطبها فى سونيت 131 بقوله "انك لست سوداء فى شىء سوى ماتفعلين" ويدافع عن عشقه لها فى سونيت 132 بقوله "أقسم ان اللون الاسود هو الجمال بعينه"، وحين يعتصره ألم خيانتها المشتركة مع صديقه الوحيد ينزف صوته فى نهاية سونيت 147 بقوله "أقسمت انك رائعه، واعتقدت انك ساطعه، بينما انت سوداء كالجحيم، مظلمة كالليل" وفى السونيتان الأخيرتان 153، 154 فتقفان مستقلتينبفكرتهما عن كلا القسمين الأول (1- 126 ) والثانى ( 127- 152) حيث تعالجان أسطورة كيوبيد وشعلته الغراميه، وكان شكسبير قد قرأها ضمن مختارات للشاعر الاغريقى ماريانوس سكولاستيكوس من القرن الخامس الميلادى.