في خن الدجاج المكتظ بمئات الصيصان الصغيرة , والديكة المسنّة والدجاجات الشابة الممتلئة , في حر خانق , ورطوبة خانقة , تزاحمت أمة الدجاج حول الأصص التي يوضع بها القليل من حبوب القمح وسقطت الديكة الكهول حول الأصص , تجاهد أن تلتقط حبة أو حبتين من القمح أو الشعير الذي يضعه مالك الخن للدجاجات .
صعد ديك شاب على سطح الخن , ورفع صوته عاليا , اجتمعت اليه أمة الدجاج من كل أنحاء الخن المكتظ بالصيصان والدجاجات العجوزة التي تختفي لكي لايلمحها مالك الخن ويحيلها على التقاعد المبكر وهذا يعني أن تتسابق على صحون الشوربة لدى مالك الخن أو من يرتضيه من أصحابه وأتباعه , اجتمعت الديكة الشابة والمفتولة العضلات على صراخ الديك الشاب وأصاخت الأذن لتسمع ما يتحدث به الديك الشاب . تحدث بصوت عال : يا شعب الدجاج , يا أمة الدجاج , المسكن ضيق نتن , والمعيشة ضنكا وإحن , ونحن في عصر الفتن , ومالك الخن وسيد هذه الناحية أعمى أصم , لا يرى ما نرى ولا يسمع ما يصم , نثور على هذا الخن ومالكه ونخرج الى فضاء الأرض , الى متى ونحن نتجرع السم , ويخلطوا لنا الشعير بالقمح , ويسرقوا من جرايتنا وينهبوا من نواحي الخن ويضعوا الأسوار حولنا , ثم هم يزرعوا الأقوال والأماني , فنصدق ,,,, صعقت الدجاجات الكهلة من هذا الكلام الكبير في خن الدجاج , من عشرات السنين لم يجرؤ صوك أو ديك أو دجاجة على أن يقول مثل هذا الكلام الكبير . والحق هو أن بعض الديكة والدجاجات الصغيرة في السن تأثرت بكلام الديك الثائر الشاب المفعم بكلام الحرية والحقوق , لأن الدجاج عامة لا يسأل عن ما لايعنيه ويقاد الى مذبحة الدجاج ولايسأل , ويؤخذ من بيضه وريشه ولايسأل , وقد يعدم ويقتل بدعوى فيروس الطيور ولايسأل , وتؤخذ صيصانه دون أن يكون لها من حقوق الأطفال والطفولة التي وضعتها اليونسكو وتقدم شوربة وصواني صغار الدجاج الى علية القوم ولايسأل .
كان عن قرب مالك الخن , الثعلب , يضع سماعات أذنه ويحرك نظاراته المذهبة , يستمع الى الدجاج الثائر , تحيط به قوته من مكافحة شغب الدجاج وهي كلاب قوية ومدربة وتعمل بالأجر العالي ومستقدمة من جنسيات مختلفة من الكلاب , همس الثعلب بأذن اقرب كلب لديه , خرج الكلب يجري وينبح , ينبح ويجري , حتى وقف أمام الديك القوي الشاب , وقال له : مالك الخن يدعوك الى أن تأتي معززا ومكرما , قال الديك : سمعا وطاعة , وخرج ولم يعد ,,,,
ومضى زمن , ونسي الدجاج الديك القوي الشاب صاحب المبادئ والمثل , فمن قائل لقد أصبح وزيرا كبيرا على مصلحة السكن , ومن قائل هو محتجز في مخبأ سري لايعرف مكانه أحد , ومن قائل هو أصبح بروتينا شهيا يجري في عروق الثعلب وكلابه الأقوياء