باعوكِ باعوكِ يا بئس التجارات
خانوا الشريعة يا بئس الخيانات
من أين أبدأ في تسطير ملحمتي
بل كيف أنظم آلامي ولوعاتي
وكيف أبحر في وزن وقافية
وشاشة المجد فيض من جراحاتي
سأكتب الحرف من كفي وحنجرتي
وهامة الحرف تعلو في السماوات
يا للعروبة هل جفت منابعها
أم أنه الذل ينمو في الحشاشات
من أرض غزة أصوات تنادينا
أين المواسي لصيحاتي وآهاتي
أين المحب بلا زيف ولا كذب
يأتي يخلصني من وطأة العاتي
مهلا.. فديتكِ إن الصوت أقعدني
هاكِِ الجواب على تلك السؤالات
قومي كماة على أبناء ملتنا
وأنكروا اليوم هاتيك القرابات
وأغمضوا الطرف عن إلحاد علمنة
ونمقوا الكفر في تلك الشعارات
وخذَّلوا أمتي في قمة سفلت
وأعلنوا الصمت عن تلك النداءات
وغزة اليوم باعوها بلا ندم
وعقد بيعهمُ حبر القرارات
ماذا يُدبَّر للأحباب في وطني
ماذا أقول وقد ندَّت عباراتي
هدم وقتل وتشريد ومذبحة
والحقد تُرجم في تلك الإغارات
هذا يئن وهذا يشتكي ألما
والقصف يكشف أجساد العفيفات
والطفل يصرخ لا أم سترضعه
والظلم قتَّل أحلاماً بريئات
جف الحليب وقد جفت مدامعهم
والدمع قرح أجفان الكسيرات
والشيخ يصرخ قد ضحوا بأسرته
وأصبح البيت خاوٍ كالخرابات
هذا يعزي وهذا يلتقي خبرا
مات الحبيب! فأهوى كالزجاجات!
يا طفلة حملت في الكف باكية
وجدي عليك فقد أسبلت دمعاتي
أم تنوح على خل تودعه
وتنظر الصمت في وجه الحكومات
هذي الجرائم لا تخفى على أحد
فكيف يجهل حكام بمأساتي
قالوا: سنعقد! قلت: الحبر في كفن!
ثم المصير إلى قبر الملفات
يا شعب غزة لا تنظر لأمتنا
وارفع يديك إلى رب البريات
وحِّد شعارك في الأقصى وساحته
غدا ستنطق بالفصحى حجاراتي