:: الدخول على قاعة مظلمة ::
حين يولد الواحد منا ، ويبدأ بالتعرف على من حوله ، ثم يخرج إلى الشارع والمدررسة ، فتتسع دوائر معرفته ، وتزدادا خبراته ، وبالتالي فإنه يكون أشبه بمن دخل قاعة كبيرة مظلمة ومملوءة بالأشياء المبعثرة والصناديق المقفلة ، والالآت المعقدة .... إنه يجد نفسه خالي الذهن من أي معرفة سابقة حول كل ما يراه . كما قال تعالى : ( والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا ) . إنه يشعر أن لديه ألوف الأسئلة التي لايملك لها أي جواب .
ومن خلال العيش الطويل في تلك القاعة يتعرف على الأشياء البسيطة ، ثم تمتد يده ليفتح بعض الصناديق ، ويقلّب بعض الالآت ... ومن خلال الإحتكاك بالناس واستخدام الأشياء يكتشف الكثير مما حوله ، لكنه يشعر بعد طول الإقامة والمعايشة أن هناك أشياء كثيرة لايعرف عنها أي شيء ، هكذا نحن يابناتي وأبنائي نحاول اكتشاف أنفسنا واكتشاف الناس من حولنا ، كما نحاول فهم سنن الوجود وفهم واجباتنا والتحديات التي تواجهنا ، لكن سنخرج أيضا من هذه الدنيا ولدينا أمور كثيرة غامضة وأسئلة حائرة ، كما قال تعالى : ( وما أوتيتم من العلم إلا قليلا ) .
مالذي يعنيه هذا بالنسبة إلى أبنائي وبناتي ...؟
1/ الأصل في الإنسان أن يكون جاهلا إلا إذا تعلم .
2/ علينا أن نتواضع ، وحبذا أن يكون تواضعنا على قدر جهلنا .
3/ نحن على قدر ما نعرف وما نتقن ، وكلما زاد ما نعرفه ، ومانتقنه ارتفعت منزلتنا ، وتحققت أهدافنا .
4/ مادمنا لانعرف كل شيء ، ولم نحط بكل شيء ، فإن علينا ألا نصدر أحكامنا على الأحداث حتى تنتهي .
5/ هناك أمور كثيرة ستكون معرفتنا بها جزئية أو سطحية ، ونحتاج إلى التعمق فيها ، وهذا لا يكون إلا من خلال امتلاكنا لعقل مفتوح وروح متعطش إلى المعرفة .
د. عبدالكريم بكار
.