حتى لا يتحول الربيع الى شتاء
حتى لا يتحول الربيع الى شتاء قار يمطر دماء ودموعا يجب على الربيع ألا يلوي عنقه الي الوراء لان الذي يسير وينظر وراءه يسقط في الحفر المتربصة به وخاصة اذا كان المتربص وريث يعتقد انه الوريث الاصلي للكاثوليكية ولا زال يعانى من عقدة فتح اسبانيا و بواتيي ... انه تربى وعاش علي الكره والحقد الاعمى وإذا كان اهل مكة ادري بشعابها فأهل الجزائر ادري بشعاب الاستعمار ! 150 سنة من التجويع والتفقير والتجهيل والتعذيب والنار والحديد ولا زال يلاحقنا ويريد ان يقف محاميا على الاخ ضد أخيه ، ونحن نعرف ماذا يدخل بن الظفر واللحم فلا يصعب علينا غسله... ان الجزائر تبنت شعار ( انصر اخاك ظالما اومظلوما) ولكي تنصر اخاها على ظلمه تنبهه الي تجاربها و الانزلاق والحفر التي قد تعترضه... وإذا كان الاستدمار اكتفي بالتقليم في محمياته، كالمغرب وتونس، ففي الجزائر نثرها من جذورها ... ورحمة من الله ان انبتت بذورها من جديد .
اذا اراد الربيع ان يحافظ على انتصاراته المظفرة وكي لا يموت الصبح الجديد عليه ان يجعل المستقبل من اولويته ويبدأ بحماية سيادته الوطنية وبناء اقتصاده الحر المعتمد على امكانياته ولكي يصل الى ذلك يجب اولا تأسيس امنه القومي الذاتي دون أي تدخل اجنبي قد يصل الي نتيجة لا تحمد عقباها... وعليه ألا يكثر الجدل لأن الجدل يغلق ابواب العمل... والجري وراء محاكمات الذين اخطئوا في الواقع كل الشعب اخطا من رئيس البلدية الى الوالي الى.... لأنه سكت مدة اربعين عاما والساكت شريك... ثم ان عقيدتنا تقول الصلح والعفو افضل كما تقول ( اذا ظفرت بعدوك فاجعل العفو عنه شكرا لله على انه جعلك تظفر به ) ويكفى الغصة التي تصيب المخطئ والشعور بالذنب الذي يعانيه والبهدلة التي تسير وراءه...
ان الربيع لا ينتعش بدموع الانتقام والتشهير في الساحات وإثارة الفتن وإنتاج المزيد من المعوقين ... انما ينتعش بالصلح والوئام والعمل في صمت والثورة في حاجة الى الرائد الفعال وليس الى الرائد القوال... وهي في حاجة الى من يدعم العقول النيرة والقلوب المبصرة ... هي ليست في حاجة الى الشعارات والحلول الفردية وفرض الرأي الواحد الدى يسلب الثورة مكانتها الريادية ... من مصلحة الثورة ان تجمع كل طاقاتها صغيرها وكبيرها ضعيفها وقويها وكل فرد له دوره في ادارة عجلتها.