من أنا؟
ليسأل كل منا نفسه... من أنا؟
قد تضحك أخي القارئ من هذا السؤال!
ولكنه سؤال سهل الطرح... لكن تصعب الإجابة عليه لمن لا يعرف نفسه!
قد تجيب علي بأنني أعرف من أنا، فإن اسمي كذا وكذا... وعمري كذا وكذا... وأعمل بمؤسسة/ وزارة/ شركة كذا وكذا... بوظيفة كذا وكذا.
أخي... ليس هذا ما قصدته، بل ما عنيته من السؤال هو ما قِيَمِكْ... مبادئك... رؤيتك... رسالتك في الحياة... أهدافك؟
من أنت من الداخل.. وليس الخارج... لا تهمني ملابسك الجميلة ... ولا سيارتك الفارهة!
فكما قال الرسول صلوات الله وسلامه عليه: إن الله لا ينظر إلى صوركم وأجسادكم، ولكن ينظر إلى.... أتعرف ماذا؟
من أنت؟ نعم من أنت... فالله سبحانه وتعالى قد طلب منا التعرف على أنفسنا وقدراتنا وإمكانياتنا... ألم يقل سبحانه وتعالى: وفي أنفسكم أفلا تبصرون... وفي أنفسكم أفلا تعقلون... وفي أنفسكم أفلا تفكرون... فالله سبحانه وتعالى طلب منا التفكر والنظر ومعرفة كينونة قدراتنا وإمكانياتنا، واستغلالها الاستغلال الأمثل، ولكن.... كيف لنا أن نستغلها ونحن لا نعلم بها من الأصل؟
نعم كثير منا لا يعلم من هو وللأسف، وقليل من اكتشف من هو، ولذلك تراه سعيد بالعيش حسبما تقتضيه معرفته بقدراته وإمكانياته.
يا من تقرأ حواري هذا، هل تعرف قِيَمِكْ؟
أقصد هل تعرف لماذا يوجد لديك أمور تحبها أو تكرهها؟
أمور لها قيمة ومعنى لديك، وأخرى لا تهمك؟
هل تستند على مبادئ وقيم عندما تؤدي أعمالك؟
أم هل تتقاضى عن كثير منها، وقد يكون ذلك دون علمك، لعدم معرفتك بها من الأصل؟
القوي في هذه الحياة من تكون له قيم ومبادئ يعمل من أجلها.
القوي في هذه الحياة من تكون له رؤية واضحة المعالم.
القوي في هذه الحياة من تكون له رسالة تنير دربه وتثير حماسه.
فهل لديك قيم ومبادئ تستند عليها؟
لا تجب بنعم لمجرد أنك تعتقد بأنه لديك قيم ومبادئ!
ما أعنيه هو هل قِيَمِكْ تحدد وتُسَيِرْ حياتك؟
وهل لديك رؤية معلومة، بل ومكتوبة، وتقرأها لكي تعرف وجهتك؟
وهل لديك رسالة أم غاية مكتوبة، وبناءَ عليها تكتب أهدافك؟
وهل أهدافك موجهه تجاه غاياتك العظمى؟
أم أنك تسير حسبما تمليه عليك الظروف؟
تساؤلات وتساؤلات كثيرة أرغب بطرحها عليك... ولكن لا أرغب بالإطالة... ما أعنيه من كتابتي لهذا الموضوع هو أن تجد وتجتهد لمعرفة من أنت... وتعمل جاهداً لتحقيق غاياتك الكبرى... أتعلم لم أطلب منك ذلك؟
فقط لكي تعيش حياة ملؤها السعادة والرضا، بدلاً من الحياة التي يعيشها كثير من البشر والتي ملؤها الكآبة والضنك والمشقة...
يا من تقرأ هذه السطور أنت من بعد الله – سبحانه وتعالى - من يعمل على تحريك دفة قيادة حياته إما إلى بر الأمان والسعادة، أو إلى..........، لا أرغب بملئ الفراغ، لأنني لا أرغب بأن تكون حياتك تتوجه نحو تلك الناحية.
أتمنى أن تجلس مع نفسك وتصارحها بالورقة والقلم، ما تحب، ما تكره، ما الذي له قيمه لديك؟ ولم؟
وما الذي تكرهه؟ ولم؟
وما قيمك؟
وما مبادئك؟
وما رؤيتك في الحياة؟
وما رسالتك في الحياة؟
وما أهدافك؟ وهل هي مكتوبة؟ أم هي مثل القلاع الترابية تمحى متى ما أتت عليها موجات البحر؟
أَعَرَفْتَ أن الإجابة على السؤال.. من أنا؟ ليست سهلة كما كنت تظن!
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته