[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]قال الكاتب السعودي الساخر أحمد العرفج، في حوار خصَّ به موقع "العربية.نت" إن وصفه للمرأة بالبقرة ليس أمراً مشيناً باعتبار أن ظاهرة تسمية البشر بأسماء الحيوانات ثقافة عربية أصيلة تطال دول العالم بأسره، من ذلك الإنجليز الذين يسمون أولادهم kids، وهم صغار الماعز، فضلاً عن كون هذا الوصف يتيح تخفيف الحساسيات النفسية الموجودة في تعامل البشر إزاء الحيوانات.
ونفى العرفج، الذي تحدث مع "العربية.نت" عبر الهاتف من مدينة برمنغهام ببريطانيا، أن يكون هدفه من هذه "الحملة" على المرأة السعودية هو الحصول على الشهرة كما اتهمه الكثيرون، مشيراً إلى أن هدفه يتجلى في محاولة تأسيس خصلة تحمل الرأي الآخر مهما كان مخالفاً ومثيراً.
ويعد أحمد عبدالرحمن العرفج أحد أبرز الكتاب السعوديين المثيرين للجدل بكتاباته وأفكاره الساخرة، درس في مدارس المملكة العربية السعودية، قبل أن يسافر لمواصلة دراساته العليا في قسم الإعلام بجامعة برمنغهام في بريطانيا.
البشر والحيوان
وبخصوص الأسباب التي دفعته لوصف المرأة تحديداً بالبقرة، قال إنه موضوع قديم ولكنه مثل الخلاف حول رؤية هلال رمضان يتكرر كل عام.
واستطرد العرفج قائلا: "موضوع المرأة البقرة كتبته منذ ست سنوات، وكل ما أردت قوله إنه يجب أن نخفف الحساسية مع الحيوانات، فأسماء من قبيل: مها، غزال، غُزيّل.. هي أسماء لبنات استُعيرت أسماؤهن من الحيوانات، كما أنه بالنسبة للرجال هناك أسماء مثل صقر وفهد وأسد وكلب، وكلها أسماء حيوانات".
وأكد الكاتب السعودي الساخر أن ظاهرة تسمية البشر بالحيوانات ثقافة عربية أصيلة تمتد إلى كل الدول في العالم، لأن الأطفال يسمون بالإنكليزية "كيدز" kids، وهي لفظة تعني صغار الماعز.
وبخصوص رأيه في من عزا أوصافه تلك للمرأة إلى كونه تعرض لتجربة قاسية مع إحدى النساء في حياته، أفاد الكاتب المثير للجدل أن "كل تجاربي لينة وجميلة مع النساء، وأفتخر بهذه التجارب بدءاً من تجربة اليتم والفقر والفشل الدراسي"، مضيفاً أنه يتحدث ويكتب عن هذه التجارب بكل افتخار.
لا أبغي الشهرة
وتحدث العرفج في حواره عن الأهداف التي أفضت به إلى شن حملة على المرأة السعودية، وهل يقصد بما يكتبه في شتى المنابر الإعلامية تحقيق شهرة أكبر، أجاب الكاتب بأنه ليست لديه أهداف من هذه الحملة سوى محاولة خلق روح الحوار بين الناس، ومحاولة إيجاد مناخ للنقاش يساعد على تفعيل خاصية تحمل الرأي الآخر عند الناس.
وسجل الكاتب السعودي أن الشعوب العربية أصبحت تضيق ذرعاً بكل شيء، وأضحى صدرها حرجاً كأنما تصعد في السماء، مشيراً إلى أنه قال لأحدهم "إنك بدأت تعجبني"، فرد عليه غاضبا: "وهل كنت قبل ذلك لا أعجبك؟".
أما عن مقصد الشهرة، يكمل العرفج، فهذه كذبة أبريل ونحن في شهر أبريل، لأنني أكتب منذ سنوات، وكل مرة يقال لي إنك تطلب الشهرة، أو كالأعرابي الذي بال في بئر زمزم يوم عرفة، ولو أنني أعطيت ريالاً على كل من قال إنني أطلب الشهرة، لكنت أغنى من بيل غيتس نفسه.
أقول كلمتي وأمضي
وحول سؤال عن ردة فعل أهله وعائلته من الضجة التي أثيرت حول أوصافه للمرأة بالبقرة، قال العرفج إن لأقاربه وأحبابه عقولاً كبيرة، يعرفون من خلالها أنه يكتب بشكل ساخر، فهم يأخذون كلامه على محمل الدعابة والاستلطاف، مشيراً إلى أنه ليس فيهم من هو متحجر أو غاضب أو حانق، وكل من يغضب من هذا الكلام يجب أن يراجع خاصية التحمل لديه وقبول الرأي الآخر".
وعرَّج الحوار مع العرفج على مسألة ردة فعل النساء من الضجة المثارة حوله، واحتمال غضبهن منه ومقاطعتهن لكتاباته، أجاب قائلاً "منذ أن بدأت الكتابة وأنا لا أبحث عن رضا الناس، وإن كنت أتمناه، ولا أخشى غضب الناس وإن كنت لا أريده، ومن المستحيل أن أجامل هذا أو ذاك، فأنا أتبع دائما مقولة الفيلسوف سقراط "قل كلمتك وامض"، وأنا أقول كلمتي وأمضي.
وبخصوص سؤال أخير عن المسوغات الاجتماعية التي جعلته يخرج باقتراح أن تتقدم المرأة لخطبة الرجل، وليس العكس، أجاب العرفج بالقول "إننا دائما نعتز بالدين وبأن الرسول قدوتنا، والجميع يعلم أن خديجة رضي الله عنها هي التي خطبت بنفسها الرسول الكريم، لذلك لا أرى غضاضة ولا أية مضرة في أن تتقدم المرأة لخطبة الرجل لنفسها".
منقول