قصه جديدة .. وصورة غالبا ما تتكرر أو نسمع عنها..
سأخبركم بعضا من تفاصيلها لتروها معي..
هي ...
فتاه في مقتبل العمر .. لم تتجاوز العشرين من عمرها..
متفوقة جدا في تعليمها.. لكنها تركته بعد أن صار موعد زواجها قريبا..
فزوجها يرفض فكرة أن تكمل تعليمها..
وبالفعل تزوجت .. ودفنت حلمها بأن تكمل دراستها الجامعية في غياهب النسيان..
هو ...
شاب عادي .. أكمل تعليمه الجامعي .. وعمل في أكثر من وظيفة لكنه لم يتمكن من الاستقرار في أي منها .. فكان غالبا ما يمكث في البيت إلى أن يجد عمل آخر جديد..
هي ...
تحملت هذا الوضع لسنه كاملة .. لم تتذمر خلالها من عسر الحال .. بل كانت المعين والمشجع لزوجها.. فهي تعلم أن نفسيته لم تعد تتحمل أية ضغوط أخرى..
هو ...
قرر أخيرا أن يسافر ليعمل بالخارج .. وبالفعل سافر .. وطلب من زوجته الذهاب إلى منزل أهله .. لتعيش هناك أثناء فترة غيابه.. خاصة وهي حامل في أشهرها الأخيرة..
هناك في بيت أهله...
ذاقت الأمرين من الجميع.. فهي طيبة القلب.. ومكسورة الجناح.. لا تستطيع الكلام أو المطالبة بحقوقها.. لأنها لا تشعر بأن لها حق في أي شيء.. فهي عالة على الجميع – كما يشعرها الآخرون-
وعليها فقط الصبر .. وكل أملها أن يعود زوجها سريعا لتعود إلى مملكتها..
فباتت تعد الأيام والليالي .. وتدعوا الله أن يعيده إليها سالما...
بعد مضي أربع سنوات..
عاد زوجها أخيرا... بعد أن تمكن من توفير مبلغا وقدرة..
لم تستطع أن تتمالك نفسها من السعادة.. فأخيرا ستتمكن من الذهاب لبيتها..
وستعيش فيه بكرامه.. وسيعوضها زوجها عن كل لحظة عذاب تحملتها من اجله.. وسيتمكن كذلك طفلها من التعرف على والدة الذي لم يره من قبل..
هو ...
عاد يملؤه الفخر والكبر..
عاد لكنه لم يكن هو ..
فلم يعد ليذهب بها لبيتها..
لم يعد ليعوضها ليالي الحرمان والعذاب في غيابه..
ولم يعد ليضم ابنه الذي لم يعرفه بعد إلى حضنه..
بل عاد وهو يحمل حلما وفكرة أنانيه واحدة..
<< أن يتزوج بأخرى .. لتناسب وضعه الاجتماعي الجديد...!!
هنا تنتهي الصورة في ليلة زفافه بأخرى..
وهنا أيضا سأترك الحكم والتعليق لقلوبكم الطاهرة..
أدامكم الله بعيدين كل البعد عما يدور في صوري المروية....