السلام عليكم ورحمة الله:
طالعتنا الصحف اليوم على رد الشيخ سعدان على اتهامات جبور النارية فوجدنا الرجل على حاله يمعن في تبرير إخفاق "صفر المونديال" و "راكب راسو مية يمين" أن الجزائر كان لها شرف في المونديال الأخير،مع أنني لا أعرف معنى شرف المشاركة لمنتخب شارك مرتين من قبل وكانت أول تسعين دقيقة له في كأس العالم بفوز مبهر على أحد عمالقة اللعبة،ولا يفهم لمدرب يقول أنه قاد المنتخب لأربع مونديالات كانت كل مشاركة فيها تلعن التي بعدها؛كلما راكم الخبرات كلما ضاعف من سوء النتائج؟
لم يقنعني في كلام الشيخ اليوم غير شيء واحد هو أن جبور يحاول استعمال عقم المنتخب السابق مطية للرجوع إليه من جديد،يخطب ود حاليلوزيتش وقد أبعده لأسباب انضباطية وتركه يشبع من ناديه اليوناني،هذا لم يخفى على أحد منذ ظهور التصريحات وساعتئذٍ كان على الشيخ التركيز على هذه النقطة وعدم الرد على اتهامه بلعب الدفاع والهجمات المرتدة لأنها كانت الحقيقة فأخلط على نفسه الرد وجعل نقده لجبور يلسع الريح،فإذا كان جبور غير منضبط أيامه فلماذا لم يبعده مثل حاليلو رغم أن جبور هذا الأيام مبهر مع نادي القمة حيث يحترف وحتى في رابطة أبطال أوروبا والدوري الأوروبي وأرقى من الصورة التي كان عليها أيام سعدان،وهنا يعطى الإنضباط داخل المنتخب وصفه الحقيقي والشخصية قوتها بين المدربين،وقد يقول الشيخ أنه أبعده في أمم إفريقيا ولكن حاليلو ليس في مقام جعل المنتخب مفلسا هجوميا دون جبور كما حدث لنا في أمم إفريقيا تلك.
كان على الشيخ الإقرار بان نتائجه في البطولات كانت سلبية على طول الخط،كانت على نقيض نتائج المدرب المصري السابق حسن شحاتة،فالأخير أثبت أنه مدرب تصفيات فاشل أو يتأهل بشق الأنفس إلى البطولات ليعود بها إلى الديار عندما يطيل تجميع لاعبيه،لأنه يجيد التحكم في مجموعته فيخرج أفضل ما فيهم،والأول يتأهل مهما كانت قوة الخصوم ليصعب عليه التحكم في المنتخب فيما بعد فعدد أكبر من اللقاءات في فترة متقاربة يعود بهامش أكبر من السلبية،ولم يفسر لنا كيف كان جبور ملكا في البليدة وتحول إلى مهاجم محدود في الوديات وماتلاها،فإن كانت نتيجة إيجابية فمن سعدان وإن كانت سلبية فمن اللاعبين.
عدم وجود الشخصية القيادية لدى الشيخ كانت أكبر عائق في فترة التحضير للمونديال،فرغم اتساع الفترة إلا أن التحضير كان عبارة عن فشل كبير لأننا لم نتحكم في المنتخب ولم نعالج فيه العقم ولم ننوع أسلوب اللعب،وقبلها لم نستفد من أمم إفريقيا رغم أننا دخلناها ونحن متأهلين لكأس العالم على حساب بطلها،ولم تكن إلا الدورة إلا مساحة أخرى لتأكيد ضعف الهجوم بعد تأهل للدور الثاني بهدف من مدافع فعلت به اللوائح فعلتها،ولم يكن هذا فقط فزدنا عليه بعدم التحكم في المجموعة فطُرد بعض اللاعبين على يد الحكام وبعضهم على يد سعدان،والكارثة تركنا جوهرة مثل مغني يتسول الدقائق في الموطن الذي تنفر منه الكرة،وبكينا عليه دون أن نذرف دمعة على عدم لعب الهجوم في المونديال فاستدعينا ثلاثة أسماء وهو أقل عدد ذهبت به المنتخبات المشاركة في المونديال رغم أننا كنا الأقل تهديف خلال سنة،وضاعفنا الأزمة عندما جعلنا من كانوا مطالبين بتنشيط الهجوم ومد المهاجمين بالكرات في مناصب هجومية صريحة فمن يأتيهم بالكرات،مطمور وبودبوز ورغم أن الأول بطل انفرادات فاشلة مثلما حدث له في لقاءي كوتديفوار وصربيا ويعول على تسجيله من أعتاب منطقة العمليات كما فعل مع كوتديفوار ومصر فضلنا تقنين إمكانياته والثاني لم نجربه في هذا المنصب مع المنتخب ولم يلعب فيه مع ناديه.
نُذر العقم تأكدت منذ ما قبل المونديال فكارثة صربيا واللعب بثلاث مسترجعين من أجل منصوري لنسجل هزيمة قاسية بعد هزيمة مصر التي جعلت الهوة تتسع بين سعدان والشارع الرياضي وكانت مبشرة بما سيحدث في المونديال بعد أن تلتها ثلاثية أمام إيرلندا فسجلنا صفر هدف في ثلاث لقاءات وتلقينا عشرة أهداف فلم يفهم الجمهور هل كنا نستميت في الدفاع أما كنا نلعب الهجوم،وفضلنا الذهاب للمونديال بمعنويات مرتفعة فاستدعينا الإمارت لنمثل عليها دور لعب الهجوم وفشلنا وفزنا بهدف من ضربة جزاء وشعارنا أن تسجل من ضربة جزاء خير من ألا تسجل أبدا.
ولم نخرج في تلك المرحلة الهامة بأفضل من إمكانية إخراج منصوري قائد الفريق وأقله إمكانيات فنية في تناقض غريب،وحتى القرار لم يكن من المدرب فعندما يأس الجمهور من إمكانية خروج قائده أخرجه بطريقة "الشعب يريد" قبل أن يعرفها الآخرون،واحتمى سعدان بذلك الجمهور مثلما يفعل الرؤساء منزوعوا الهيبة والقرارات عندما يحتمون بشعوبهم خشية سطو حاكم عسكري فعلي في الخفاء،ولم يدر الشيخ أنه سيخرج بنفس الطريقة الجارحة عندما ينفذ صبر الجمهور ويختار الفرار من نتائجه.
وإذا كانت مطالبة الجمهور رغبة فعلية من سعدان عبر عنها الشارع كشفت عن ضعف شخصيته وضعف قيادته فإن الأدهى والأمركان بسبب تحكم الصحافة في بعض الأمور،فهي التي ختمت على نتائج المونديال بعد بيان سعدان فأقسمت بعدم دخول غزال رفقة جبور في أول لقاء وكأنه أعجبها ذهابنا المونديال بثلاث مهاجمين،فطالبات بعدم لعب الثنائيات الهجومية المتاحة،فوجد رفيق نفسه معزولا في أول لقاء وأُدخل غزال ليصلح ما أفسده التكتيك فأفسد اللقاء بأكمله،وهي التي طالبت ببودبوز منذ أول دقيقة في ثاني لقاء،وهي التي لفقت أن صايفي دخل بالقوة،وهي التي أرجعت زياية دون أدنى عقوبة على تخلفه عن موعد المونديال لأنها أرادت رؤيته من أول تصفيات أمم إفريقيا التي تلت المونديال مباشرة والجرح لم يندمل بعد.
إذا كان جبور مبالغا في قوله أن الشيخ يلعب الدفاع فماذا نقول في تعادلين نالها من ست لقاءات لعبها في كأس العالم رغم أن بين التعادلين عشرين سنة ورغم أن منتخب86أفضل من منتخب 82 باعتراف ماجر،إذا لم نلعب أوراقنا الهجومية في المونديال ومنافسينا تعادلوا قبل أن نلعب فمتى سنتمكن من ذلك؟
ورغم مطالبات الفوز والتسجيل فقد كان يخرج زياني الذي كان يعول عليه في كرة ثابتة ما بسبب طريقة لعبه وعامه الألماني الأبيض ويدخل قديورة معولا على تسديداته القوية،الشيخ أدمن الدفاع حتى في المراكز الموكل بها تنشيط الهجوم فكيف يقول أنه صاحب تكتيك هجومي وجله أهدافه في التصفيات من صنع كرات ثابتة تفطن لها خصومنا في المونديال وجعلوها دون جدوى
فخرجنا بصفر هدف مثلما تنبأوا لنا ؟