أكّد برشلونة تفوقه النفسي والعملي على
ريال مدريد حين أسقطه مرة جديدة في عقر داره "سانتياغو برنابيو" 3-1 (الشوط
الأوّل 1-1) السبت ضمن المرحلة السادسة عشرة من الدوري الإسباني لكرة
القدم.
سجل لبرشلونة التشيلي اليكسيس سانشيز
والبرازيلي مارسيلو (خطأ في مرماه) وسيسك فابريغاس في الدقائق 30 و53 و66
ولريال الفرنسي كريم بنزيمة في الدقيقة الأولى (ثانية 22).
رفع برشلونة رصيده إلى 37 نقطة منتزعاً الصدارة من ريال بفارق الأهداف علماً أن الفريق الملكي لعب مباراة أقل.
فشل مستمروفشل ريال مدريد في تحقيق الفوز الأوّل على غريمه في الدوري منذ 7
أيار/مايو 2008 حين تغلب عليه 4-1 في "سانتياغو برنابيو" علماً أن الفوز
الوحيد للملكي في تلك الفترة جاء في نهائي الكأس المحلي الموسم الماضي 1-0.
وأوقف برشلونة بفوزه مسلسل انتصارات رجال مورينيو المتتالي هذا الموسم
والذي بلغ الـ15 في جميع المسابقات كما لقي المدريديون خسارتهم الاولى هذا
الموسم على أرضهم.
الخيارات التكتيكيةأجلس جوسيب غوارديولا مهاجميه دافيد فيا
وبيدرو على مقاعد البدلاء لأسباب تكتيكية وزج بالخماسي خافي، انيستا،
فابريغاس –الذي خاض أوّل كلاسيكو في الدوري- وسانشيز المستعيد لكامل عافيته
وميسي.
من جهته أجلس المدرب البرتغالي جوزيه
مورينيو مهاجمه الأرجنتيني غوزنزالو هيغوايين على دكّة البدلاء وكذلك لاعب
الوسط الألماني سامي خضيرة مؤثراً الاعتماد على كريم بنزيمة وحيداً في مركز
رأس الحربة وفابيو كوينتيراو في الدفاع فيما افتقد لخدمات البرتغالي
ريكاردو كارفاليو بسبب الإصابة ولعب كريستيانو رونالدو وانخيل دي ماريا على
الأجنحة.
التشكيلتان ريال مدريد: كاسياس، كوانتيراو، بيبي، راموس، رونالدو، بنزيمة، أوزيل (كاكا 58)، مارسيلو، ديارا (خضيرة 62)، ألونسو، دي ماريا (هيغوايين 68)
برشلونة: فالديس، الفيش، بيكيه، بويول، ابيدال، بوسكيتس، خافي، انيستا (فيا 84)، فابريغاس (كيتا 78)، ميسي، سانشيز (89).
مباريات سابقةحمل الكلاسيكو الحالي الرقم 163 ضمن
منافسات الدوري فقط وحقق برشلونة فوزه الـ64، مقابل 68 لريال مدريد وتعادل
الفريقان في 31 مناسبة.
سجل ريال مدريد خلال المباريات المذكورة 264 هدفاً مقابل 255 لبرشلونة بما فيها أهداف القمة الأخيرة.
ملخص اللقاءخيّب ريال مدريد آمال عشاقه مرة جديدة فلم
يقدّم ما يوحي بأهليته التتويج بلقب الـ"ليغا" لاسيما في الشوط الثاني
الذي سيطر عليه برشلونة كاملاً بخلاف الأوّل الذي بدا الحذر والخوف طاغيان
خلاله على أداء لاعبي الفريقين مع أفضلية نسبية طفيفة لريال بعد استهلاليته
القوية.
ومرة جديدة فشل النجم البرتغالي كريستيانو
رونالدو في إثبات جدارته في المناسبات الكبرى، إذ غاب طيلة الدقائق
التسعين ولم يقدّم ما يستحق الذكر للاعب بقيمته ما يطرح أكثر من علامة
استفهام على أدائه، علماً أنّه ليس حالة استثنائية في فريقه الذي يبدو
"للآن" عاجزاً عن هزم برشلونة نفسياً قبله عملياً.
سيناريو الشوطيندون مقدمات اندفع لاعبو ريال نحو المنطقة
الكاتالونية باحثين عن بداية استثنائية صادمة تأمنت لهم في الثانية الـ22
فقط حين مرر الحارس فالديس كرة خاطئة للأرجنتيني دي ماريا الذي زوّد
الألماني مسعود اوزيل بتصويبة تابع الفرنسي بنزيمة ارتدادها من قدم
بوسكيتش، بتسديدة أخرى صاروخية أقامت المدرجات ولم تقعدها. 1-0 لأصحاب
الدار!
الرد الكاتولوني جاء ممتعاً إنما ناقصاً،
حين تلكأ راموس بالكرة في الدقيقة 6 أمام ميسي فانزلق الأوّل ليبدأ الثاني
فاصل مراوغة لاتيني النكهة انتهى بمحاولة ركن الكرة أرضية بعيدة عن متناول
كاسياس إلا أن صحوة الأخير أفضت لركنية لم تثمر.
سارت الدقائق صاخبة من الفريقين، فبدا
برشلونة تائهاً بعض الشيء في هويته الفنيّة الهجومية ومهزوز الكيان دفاعياً
ولم يكن لاعبو ريال أفضل حالاً فشابهم التردد والخوف إنّما بانوا أكثر
إصراراً، وعليه لاحت لهم في الدقيقة 26 فرصة التعزيز حين مرر بنزيمة كرة
على مشارف المنطقة للمندفع من الخلف رونالدو، إلا أن مساعي الأخير بيمينيّة
ماكرة جاءت فقيرة.
في ظل ابتعاد برشلونة عمّا عهدناه منه،
كان ميسي يغرّد وحده نفسياً وفنياً غير مكترث بعدد القمصان البيضاء
المطاردة له، فقدّم في الدقيقة 30 فاصلاً جديداً من فصوله حين اخترق من
الوسط متخطياً مراقبيه ثم مرر لسانشيز المنطلق بدهاء فاستلم وتقدّم وسدّد
أرضية زاحفة عجزت عنها ارتماءة كاسياس. 1-1 والمباراة انطلقت مجدداً.
لم يختلف أداء بعد التعادل عما قبله، وظلت
المباراة فقيرة فنياً وغنية بالاندفاع البدني والشد العصبي، فكثرت الأخطاء
والتمريرات المقطوعة غير الدقيقة من الجانبين وتواصل غياب الحاضرين أمثال
دي ماريا ورونالدو وفابريغاس وانيستا وغيرهم.
انطلق الشوط الثاني دون جديد وبعد ضربتين
حرتين مباشرتين متتاليتين لرونالدو لم تثمرا، سدد خافي هيرنانديز في
الدقيقة 53 كرة بعيدة مرتدة من الدفاع اصطدمت بالبرازيلي مارسيلو وغيّرت
اتجاهها خادعة كاسياس. 2-1. برشلونة في المقدمة بهدف لم تنذر به المجريات
وخافي يحتفل بمباراته الـ600 مع فريقه.
اهتز أداء ريال وبدا دفاعه يجد صعوبة في
التعامل مع نشاط لاعبي برشلونة، فحاول مورينيو استدراك الموقف فدفع
بالبرازيلي كاكا مكان أوزيل في الدقيقة 58 وبسامي خضيرة مكان الفرنسي
لاسانا ديارا في الدقيقة 61 لتعزيز وسطه الدفاعي.
انتظرت جماهير ريال النبأ السار من أقدام
لاعبيها بعد التبديلين، إلى أن الخبر جاء من رأس فابريغاس حين قابل عرضية
داني الفيش في الدقيقة 66 بإتقان ليس بغريب عنه. 3-1. نتيجة زادت علامات
الاستفهام على أداء ريال.
لجأ مورينيو لورقته الأخيرة زاجاً
بهيغوايين مكان دي ماريا في الدقيقة 68 فيما عمد غوارديولا لتعزيز وسطه
الدفاعي لتأمين النتيجة دافعاً بالمالي سيدو كيتا مكان فابريغاس.
ورغم بعض الفرص القليلة لمدريد أبرزها
تسديدة بنزيمة في الدقيقة 77، إلا أن الزوّار كادوا أن يعمقوا جراح
مستضيفهم في أكثر من مناسبة لولا براعة كاسياس لا سيما تصديه لمحاولة ميسي
داخل المنطقة في الدقيقة 86 لتأتي صافرة الحكم الثلاثية ممدة كابوس
"بلوغرانا" على عشّاق القلعة البيضاء.