دائما أستغرق النظر فى حياة النبى صلوات الله عليه من
مبتداها الى منتهاها فأرى ذلك القاسم المشترك فى تلك الحياة المباركة وهو
حب الخلق والرحمة بهم والسعى الدائم الى هدايتهم .
ما ترك طريقا او وسيلة للهداية الا سلكها بأفعاله قبل أقواله .
يناجى ربه وهو خاشع بين يديه فيقول :اللهم انى لا أسألك لفاطمة ابنتى ولا صفية عمتى ولكنى اسالك لأمتى "
لاقى ما لاقى من الاهوال والشدائد فى سبيل هدايتنا , بذل
فى سبيل ذلك فوق المطلوب حتى عاتبه ربه " {أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ
عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَناً فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاءُ وَيَهْدِي
مَن يَشَاءُ فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ
عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ }فاطر8
اى لا تحزن يا محمد ان لا يؤمنوا
وبلغت الاهانة والايذاء للنبى فى ثقيف مبلغا زلزل ملائكة
السماء فأصدر ملك الملوك أمره لجبريل باصطحاب ملك الجبال معه وتنفيذ
مايأمر به النبى ردا على ما فعلت ثقيف بحبيب الله , فقال الحبيب كلمته
التى ادهشت جبريل " دعهم فعسى ان يخرج الله من ظهورهم من يقول لا اله الا
الله "فقال جبريل :صدق من سماك الرؤوف الرحيم .
وحتى اللحظة الاخيرة فى حياته المباركة لا يكف عن وصيتنا "الصلاة الصلاة وما ملكت ايمانكم "
ذلك الحب العظيم الذى كان فى قلب النبى لأمته حتى قال " ما من مؤمن يشاك بشوكة الا وجدت أثر ذلك فى قلبى "
ذلك الحب العظيم الذى ما نسينا حتى نحن المتأخرين من امته
فقال "وا شوقاه الى أحبابى , فقال الصحابة الابرار : اولسنا احبابك يا
رسول الله . قال لهم أنتم أصحابى ,
ولكن أحبابى قوم يجيئون بعدكم يود الواحد منهم لو يرانى ولو بكل ماله "
ذلك الحب العظيم الذى شغل بال النبى بأمر الامة حتى بعد
انتقاله الى الرفيق الاعلى فتعرض عليه أعمال أمته فان وجد خيرا حمد الله
وان وجد غير ذلك استغفر لنا .
ذلك الحب العظيم الذى شغل بال النبى بأمر الامة اول خروجه
من قبره فيسأل جبريل عما حدث لامته فيقول له جبريل لم يقض الله بين العباد
بعد .
ذلك الحب العظيم الذى جعل النبى يقول عند نزول قول الله " ولسوف يعطيك ربك فترضى " والله لا أرضى وواحد من أمتى فى النار .
يا سيدى يا رسول الله ارواحنا وكل ما نملك لك الفداء ,
اللهم ان قلوبنا بيدك فارزقنا حبك وحب نبيك .
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد فى الاولين ,
وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد فى الاخرين ,
وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد في كل وقت وحين ,
وصل وسلم وبارك على سيدنا محمد فى الملأ الاعلى الى يوم الدين .
لا تنسونا من دعائكم