في ثنايا الصمت؛
همسٌ خفيٌّ يبوح بالأسرار، ويُرهقه قلقٌ ما من الصوت.
في ثنايا الصمت؛
أو صوتُ ماءٍ يسيلُ؛ يسيرُ أو يحفر مجراه.
أو صوتُ خطىً؛ تمشي أو تركض.. لتلقى شيئًا أو تهرب منه، في اتجاه الريح حيث هبّت أو عكسها.
أو صوتُ وقتٍ تتشابه دقّات ساعته، ويمضي..يسوق العمر إلى منتهاه.
في ثنايا الصمت؛
صوتُ نداءٍ ثقلت رسائله، وما بلغ مداه!
خفقاتُ قلبٍ يتردّد في جنبات صدرٍ ، له قولٌ ما عادت تكفيه أو تغنيه الكلمات.
تخاصمُ
أفكارٍ امتلأت بأسباب الحياة، و مازالت تراودها عن نفسها الكلمات، فتأبى
زمنًا ثمّ ترضخ ُ كماءٍ يملأ البحر والنهر يأخذ شكل وعاءٍ وعاه.
في ثنايا الصمت؛ صوتٌ لو نُصغي لسمعناه.
ما هو الصمت، إذن؟!
في الصمت؛ حرّيةٌ من لغو اللسان، وضيق المفردات، وخداع المجاز والاستعارات.
في الصمت؛ تتمدّد المعاني، وتتحرّر من عبء الكلمات.
في الصمت؛ تدور العيون، وتتسع وتضيق، وتقول ما يُقال وما لا يُقال .
في الصمت؛ صوتٌ يعلو فوق الكلام لو تحرّرنا من قيود الصوت لأدركناه!
[/center]
ما هو الصمت، إذن؟!
الصمتُ موسيقى تتوزّع في ثنايااه النغمات.( ترى كيف يبدو لحنٌ لا صمت فيه؟)
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]الصمتُ قولٌ تُتَسامع بين أجزائه الكلمات. (ترى لماذا عندما نسرد قصّة أو حدثًا ما، لا نذكر الصمت فيه؟ ألأنه يبدو هادئًا ننساه؟!)
الصمت
سيّدُ الصفحة البيضاء ، والحاضر القوي في النصّ، يتقنه الكتّاب فيحيكون
حوله نصّهم، ويرفعون لأجله رايات الترقيم، ويرصفون السطر بالنقاط. ( لن
نقرأ باحتراف وفهمٍ نصًا لا رايات صمت فيه!)
الصمت-إذن- قولٌ لو نتفكّر لفهمناه.