إِلَهـي عَبْـدُكَ العـاصـي أَنَـابـا = سَقَتْـهُ ذُنـوبُـهُ مُــرّاً وَصَـابـا
بَنَيْتُ قُصُـورَ وَهْـمٍ عَامِـراتٍ = فَلَمَّـا جِئتُهـا أَضْـحَـتْ خَـرَابـا
فُجُدْ بالعَفْـوِ والغُفْـران وَاصْفَـحْ = لِسائِلِـكَ الــذي للـحَـقِّ آبــى
فَإنِّي كُنْتُ أُحْسِـنُ فِيـكَ ظَنِّـي = وَلَـمْ أُشْـرِكْ وَلَــمْ أَدْرِ ارْتِيـابـا
جَعَلْتُ العَدْلَ وَالتَوْحِيـدَ حِصْنـي = إِذا مـا ضَــلَّ جَـبْـرِيٌّ وَخـابـا
(وَأَعْظَمُ مِنْ ذَوِي الإرْجاءِ جُرْماً = وَعِيـدِيٌّ) عَصـاكَ ومــا أنـابـا
وَمَا نَسَبي لِخَيْـرِ الخَلْـقِ مُجْـدٍ = إذا لـم أجعـل العَـمَـل انْتِسـابـا
رَسُولِ اللهِ أَحْمَدَ مَـنْ أَضَـاءَت = بمـولـده الفيـافـي والـرحـابـا
أَتَـى مِـنْ بَطْـنِ آمِنَـةٍ أَمِينـاً = وَذَاقَ الحِـلْـمَ يَرْضَـعُـهُ شَـرَابـا
وَقَالَ مَعَاشِرٌ قَـدْ جـاء مَلْـكٌ = لِيَغْسِـلَ صَـدْرَهُ عَجَـبـاً عُجَـابـا
أَصَدْرُ الطِّفْلِ يَسْكُنُ فِيـهِ ذَنْـبٌ = وَذَنْـبُ المـرءِ يَجْنِـيـهِ اكْتِسـابـا
وَأَحْمَدُ مِنْ خِيَارٍ جَـاءَ نُـوراً = وَفِـي ظِـلِّ الإلَـهِ زَكَـا وَطَـابـا
فَلَمْ يُعْرَفْ بِذَنْـبٍ فـي صِبَـاهُ = وَلَـمْ يُذْهِـبْ عَلَـى اللَّهْـوِ الشَّبابـا
فَعُـذْراً يـا رَسُـولَ اللهِ مِمَّـن = لَمِنْ فَـرْطِ العَمَـى جَهِـلَ الصَّوَابـا
وَقَالَ الأَرْذَلونَ سُحِرْتَ سِحْـراً = يُضِـلُّ العَـقْـلَ يُذْهِـبُـهُ ذِهَـابـا
فَمَا عَرَفوا مَقَامَ الرُّسْـلِ حَتَّـى = رَوُوا فـي حَـطِّ قَدْرِهِمـو كِـذَابـا
أَلا فَاصْرُخْ بِهِمْ يا قَـوْمُ هَـذَا = لَشَـرُّ القَـوْلِ إِنْ فَهِمـوا الخِطَابـا
مَلَأْتُم كُتْبِكُـمْ بِحَدِيـثِ كَعْـبٍ = فَأَضْحَـى دِيْنَكُـمْ يَهْـوَى اضْطِرَابـا
رَوَى كَذِبَ اليَهُودِ فَمَا فَطِنْتُـمْ = وَأَنْشَـبَ فِيـكُـمْ ظُـفُـراً وَنَـابـا
أَمَا تَـرَكَ النَّبِـيُّ لَكُـمْ نَجَـاةً = كِـتَـابَ اللهِ فَالْتَـزِمُـوا الكِـتَـابـا
وَعِتْرَةَ مُصْطَفاهُ قَدِ اصْطَفاهُـمْ = فَكُـلُّ مَـنِ اهْتَـدَى بِهِمـو أَصَابـا
وَصَحْبُ مُحَمَّـدٍ فَهُمـو هُـدَاةٌ = لِكُـلِّ الخَيْـرِ لا تَنْـسَ الصِّحَـابـا
هُمُو مَنْ هَاجَروا مِنْ أَرْضِ ظُلْمٍ = سُقُـوا فيهـا المَهَـانَـةَ وَالعَـذَابـا
وَمَنْ آووا وَمَنْ نَصَرُوا كِرَامـاً = وَمَـنْ قَـادُوا المسَوَّمَـةِ العِـرَابـا
دَعاهُـمْ أَحْمَـدٌ لِلْحَـقِ دِيـنـاً = فَأَعْتَقَ مِـنْ لَظَـى الكُفْـرِ الرِّقَابـا
وَأَرْشَدَهُـمْ وَعَلَّمَهُـمْ فَـأَكْـرِمْ = بِخَيْـرِ مُعَلِّـمٍ كَـشَـفَ الحِجَـابـا
بِهِ نَرْجُو الشَّفَاعَةَ يَـوْمَ حَشْـرٍ = وَنَرْجُـو مِنْـهُ قَــوْلاً مُسْتَجَـابـا
صَـلَاةَ اللهِ وَالأَمْـلاكِ تَتْـرَى = وَيَمْـلَأُ نَـفْـحُ عَنْبَـرِهـا اليَبَـابـا
عَلَـى خَيْـرِ الخَلائِـقِ ثُـمَّ آلٍ = نَرَاهُمْ فـي دُجَـى البَلْـوَى شِهَاب