جاءت ريم مهرولة بإتجاه أمها : أمي أمي ... سأخبرك بشيئ قد رأيته اليوم في المدرسة .
قالت الأم : أخبرني يا مشاكسة .
صعدت ريم على الكنبة .. تهمس بأذن أمها ما رأت ...
الأم تسمعها وعيونها تتسع وتتسع شيئاً فشيئا ...... وأخيراً أخبرتها
هل قلتِ ما لديكِ كله ...؟
ضحكت ريم بفرح وهزت رأسها بالإيجاب ...
هنا قالت أمها : أجلسي يا ريم ...
جلست ريم بجانب أمها وهي فرحة مسرورة ... تفكر ... اللاب توب يعمل ... يعني ستريني أمي أفلام الكرتون وصور الحيوانات ممممممم .. يا فرحتي
لكن فرحتها لم تكتمل حينما بدأت الأم بسرد نصائحها ... أسمعيني يا بنيتي : عيب أن تقولي مثل هذا الكلام ... فالله خلقنا سواسية .. (( لا فرق بين عربي وأعجمي ولا بين أبيض وأسود إلا بالتقوى ))
ريم ..؟؟؟!!!! لم تفهم شيئاً مما قيل .. إلا كلمة عيب ..
هنا فكرت الأم بشيئ آخر وقالت لها : غداً صباحاً ستستيقظين من نومكِ وسيصبح لونكِ مثلها تماماً ... والسبب أنكِ تضحكين من لون بشرتها ... للأسف يا ريم ضاع بياضكِ الناصع الجميل والسبب ما قلته
عن تلك الفتاة ... وبدأت الأم تمثل البكاء ...
خافت ريم كثيراً ... وعندما حان وقت النوم ... لم تذهب ... لأنها تخشى أن تصبح سوداء البشرة ... وبقيت ساهرة لوقت طويل ... لكن هيهات هيهات وسلطان النوم وراءها والزمن طويل لم تستطع
اكمال سهرها لأنها لم تتعود ذلك ونامت ريم والخوف والقلق نهشوا قلبها الصغير نهشاً ...
نهضت ريم من النوم وركضت بإتجاه المرآة تتفقد أحوال وجهها وما الذي حدث له ... صعقت عندما رأته وصرخت بصوت عالٍ ... لالالالالالا
استيقظت الأم فزعة من نومها واتجهت لغرفة ابنتها ... وعندما فتحت الباب ... رأت وجه ابنتها الملوث بالألوان الأسود وضحكت عليها كثيراً وتذكرت ما فعلته ليلاً بها
.. وقالت : أرأيتِ ما الذي يحدث حينما تضحكين من ما خلقه الله ..
أصبحتِ مثلها ... انهارت ريم وبكت كثيراً ... وقالت : لن أقولها مرة أخرى ... أمي أعدكِ أن لا أقول ما قلته مرة أخرى ... ولن أضحك من أحد .. فقط أعيدوا لي لوني وبدأت بنحيب مزعج ...
قالت لها الأم : تعالي إلى الحمام إن كنتِ صادقة سيزول اللون الأسود مع الماء والصابون ... وإن كنتِ تخدعينني لن يزول اللون وستبقين هكذا .. ووقت الذهاب إلى المدرسة قريب ...
قالت ريم بإنفعال تام : لا يا أمي أقسم أنني صادقة ولن أعيد ما تفوهت بهِ أبداً .. فقط أريد استرجاع لوني
ابتسمت الأم : وأدخلتها إلى الحمام وبدأت تغسل عنها اللون الأسود وأختفى نهائياً من على جسمها ووجها .. فرحت ريم كثيراً ... ودموع الفرح ملأت عينيها ..
ضمت أمها وقالت : لن أعيدها يا ماما أعدكِ .