المغاربة لا يثقون في منتخب بلادهم ويتوقعون فوز الخضر والنسوة همّهن التجوال بالدراجات النارية 103

لا
يثق الشارع الرياضي المغربي في أشبال المدرب البلجيكي إريك غيريتس،
بمناسبة اللقاء المرتقب ضد الخضر يوم السبت القادم ضمن تصفيات كأس أمم
إفريقيا 2012 بالغابون وغينيا الاستوائية. ولم يُخف أنصار أسود الأطلس عدم
ثقتهم في زملاء الشماخ، وأعلنوها صراحة قبل أيام قليلة عن موعد الحسم.
ويبدو أن الأمر يخص عدة فئات من المجتمع المغربي عامة والمراكشي خاصة .

ومنذ
وصولنا الى أرض الفوسفات ونحن نجمع أصوات الأنصار وتوقعاتهم حول اللقاء
والداربي المغاربي، إذ تصب مجملها في صالح الخضر. أمرٌ حيّر البعض لكنه
يبعث على الارتياح في نفوس جماهير الخضر، من أجل تأثير ذلك على معنويات
زملاء لاعب الإنتر حسين خرجة ليلة السبت .

شرطي مطار الدار البيضاء يرشح الخضر للفوز

بمجرد
أن وطأت أقدامنا مطار الدار البيضاء بعد رحلة عبر الخطوط الجوية الجزائرية
التي دامت ساعة و40 دقيقة انطلاقا من مطار هواري بومدين، تبادلنا أطراف
الحديث مع شرطي مغربي في المطار. فبعد أن تعرّف على هويتنا من خلال جوازات
السفر ابتسم وراح يسأل عن توقعاتنا عن مباراة الداربي المغاربي بين الإخوة
الجزائريين والمغربيين. وبدون مقدمات أكدنا له أن اللقاء صعب، لكنا قدمنا
الى المغرب من أجل نتيجة إيجابية نحافظ بها على حظوظنا في التأهل لنهائيات
كأس أمم إفريقيا، بعد أن احتل منتخبنا المركز الرابع في الدورة السابقة.
ونأمل في تتويج جديد للخضر بعد غياب دام 21 سنة، لكن المفاجأة كانت كبيرة
لما قال شرطي المطار إنه يرشح الخضر، ويعتقد أن المباراة ستنتهي بنتيجة
التعادل.

لم نستفسر الشرطي سبب ترشيحه للخضر ومضينا قدما، للطابور الطويل الذي كان في الانتظار.

الأنظار كانت ثاقبة وموجهة صوبنا.

فكرت
في كلام الشرطي المغربي بتلك الطريقة، إن أمره شاذ، وقد يكون لا يفهم
كثيرا في كرة القدم أو أنها مجاملة منه لنا، أو تحية استقبال تميز الشعب
المغربي المضياف.

من الطائرة الى القطار وتكرر السيناريو قبل الوصول الى مراكش

تكرر نفس السيناريو معنا ونحن في طريقنا من مطار دار البيضاء نحو مراكش عبر رحلة بالقطار دامت 3 ساعات كاملة.

جلوسنا
بالقرب من مواطنين مغاربة وحديثنا مع رفقائنا، جلب لنا الأنظار. لهجتنا
الجزائرية حفّزتهم على الدخول معنا في نقاش طويل استغليناه لنسيان مشقة
السفر وقضاء الساعات الثلاث دون الاستسلام للإرهاق. وكانت توقعات مواطنين
كهلين يتابعان الساحرة المستديرة جيدا لصالح الخضر مرة أخرى. ولم نترك
الفرصة تفوتنا مادام الوقت في صالحنا ولا بد من جمع أكبر الأصوات لجس نبض الشارع
الرياضي، بطريقة توضح تطلعاتهم وكيف يرون الداربي المغاربي الواعد. قال
أحدهم دون لف أو دوران، إنه يتوقع فوز الخضر، وإنهم لا يملكون تشكيلة ثرية
مثل التي يمتلكها المنتخب الجزائري. كما راح يلوم المدرب البلجيكي غريتس.
واعتبر اللقاء أمام الجزائر آخر لقاء له. وبينما نحن نتحدث لم يتمالك مواطن
آخر نفسه، وراح يدلي بما يتوقع. وكنا نعتقد أنه يرى عكس الأول مدافعا عن
زملاء الشماخ، لكنه راح يشكو الإصابات، قال: "لاعبين "مهرسين".. أنتم
تملكون لاعبين جيدين، ولا أعتقد أننا سنتمكن من الفوز".

معجبون بيبدة وزملائه وبمهارات الخضر

أشاد
العديد من أنصار أسود الأطلس بمهارات لاعبي الخضر وقدراتهم، فهم يعرفونهم
بأسمائهم وأرقامهم وفرقهم الأوربية، على غرار يبدة، الذي برز هذا الموسم مع
نابولي، واحتل الصف الثالث في البطولة الإيطالية بالإضافة الى زياني،
والذي رغم أنه انتقل الى البطولة التركية والتي لا تقارَن بالبطولات الأخرى
الا أنه لايزال يُعتبر لاعبا خطيرا في وسط الميدان.

الشماخ ناقص منافسة.. الحمداوي ليس وطنيا والعربي أملهم

بدأت
شهرة لاعب أرسنال مروان الشماخ الكبيرة تضيع وثقة أنصار أسوط الأطلس، بسبب
عدم تمكنه من البروز مع المدفعجية في البريمرليغ، خاصة أنه لا يلعب كثيرا
مع نهاية الموسم.

وقال
أحد الأنصار المغاربة بعد أن اعتبرنا الشماخ خطرا على دفاعنا، وأنه أقلق
كثيرا عنتر يحيى وبوزيد في لقاء الذهاب، "لا خوف عليكم، لأن الشماخ ناقص
منافسة. أما الحمداوي فرغم إصابته الا أن مناصرا آخر تهجّم عليه وقال إنه
ليس وطنيا وكان عليه أن يلعب في مباراة الذهاب، فيما تمكن اللاعب الواعد في
الليغ 1 العربي، من شق طريقه تدريجيا في قلوب الأنصار، إذ يعتبره البعض
أحد اللاعبين الذين يعوّل عليهم غيريتس، وأن بإمكانه صنع الفرق إذا سُنحت
له الفرصة، وبذلك يمكن أن نقول إن أنصار المنتخب المغربي يعتبرون العربي أملهم أمام الجزائر، خاصة بعد أن أصيب لاعب آخر واعد، وهو كارسيلا.

عرض فكاهي يرشح الخضر للفوز

خرجنا
ليلا الى ساحة مراكش بعد أن أخذنا قسطا من الراحة من أجل مواصلة مهمتنا من
قلب الشارع المغاربي. واستهدفنا ـ بحكم ما نصحنا به البعض ـ ساحة مراكش
المقابلة لـ "مسجد الفنا"، والتي تعج بالمواطنين المغاربة والسياح، في
تجمّع ليلي يضم عدة نشاطات ومحلات تجارية، منها "ارقانة" التي عرفت العملية
الإرهابية الأخيرة في المغرب. وكان أولَ جمع من المواطنين الذي قصدناه عرض
فكاهي، ورحنا نلتقط الصور، فسارع صاحب العرض لوضع قبّعته من أجل جمع
المال. لهجتنا جعلته يستفسرنا من أين نحن، ثم تفطّن إلى أننا من الجزائر،
وقال: "ستقهروننا يوم السبت". وعاد وسط الجمع ليكمل عرضه، ثم غيّر الموضع
الذي كان يناقش فيه زميله في العرض، وقال عن اللقاء: "الخضر سيربحون
وسيقهروننا بأربعة أهداف"، وهو ما أضحك الجماهير التي كانت تشاهد العرض.
وزاد ذلك الجمعَ حماسا، لكن بالمقابل زميله لم يتقبل الأمر واستدرك الوضع،
وقال إنهم سيربحون ورددها عدة مرات.

صاحب محل لبيع الرايات المغربية والأقمصة لا يعترف إلا ببرشلونة

واصلنا
السير وسط حشود كبيرة في ساحة مراكش ومحلاتها التجارية واقتربنا من
"ارقانة" (التي استُهدفت من طرف الإرهاب مؤخرا)، لكن لم نصعد الى الطابق
العلوي وبقينا في الأسفل، لأننا وجدنا محلا يبيع أقمصة المنتخب المغربي
والرايات المغربية. وقُدر ثمن قميص أسود الأطلس بـ 70 درهما. اقتربنا منه
وتبادلنا أطراف الحديث، فأراد أخذ صور معنا بعد أن علم أننا من أنصار
الخضر، لكنه لم يعر اهتماما مباراة الداربي المغاربي وقال إنه لا يعترف بأي
فريق في العالم عدا برشلونة. وبالنسبة له هناك تنتهي كرة القدم، وبعدها لا
يوجد شيء. وبدا لنا متأثرا بزملاء ميسي. لم يكن متحمسا لتشجيع المنتخب
المغربي الذي غاب عن الاستحقاقات الدولية ولم يعد بارزا كما كان من قبل.

مراكش لا تنام والسياحة تتفوق على كرة القدم

مدينة مراكش من أبرز المدن المغربية التى يزورها عدد كبير من السياح من عدة جنسيات، ما جعل السياحة تحتل الصدارة في مداخيل المغرب.

وإن
كان موعد لقاء الخضر والمنتخب المغربي يقترب، إلا أن بعض من التقيناهم لا
يعلمون حتى موعد اللقاء. الحماس غاب عن المدينة التي تهتم بالسياحة ولا
تعترف بكرة القدم.

سقوط الكوكب المراكشي قد يقتل الكرة في المدينة

اعتبر
مناصرو الكوكب المراكشي سقوط فريقهم سببا لينتهي عهد الساحرة المستديرة في
المدينة. وقال مناصر مغربي إن الجامعة لعبت دورا بارزا في إسقاط فريقهم،
وإن الجميع سمعوا قرارات الحكم، والتي كانت مفضوحة. وواصل قائلا: "الكوكب
أصبح هكذا بسبب اعتماده على لاعبين ليسوا أبناءه. وهمهم الأول جمع الأموال وليس خدمة الفريق".

حديث عن تشجيع أنصار الكوكب المراكشي للخضر

قال
نفس المناصر المغربي إنه سمع حديثا وسط أنصار الكوكب المراكشي، عن
مساندتهم الخضر في موقعة السبت القادم على حساب أشبال غيريتس، للانتقام من
الجامعة التي أسقطت فريقهم. وأكد أن البعض مستعدون لاقتناء ألبسة وأقمصة
المنتخب الجزائري، وأن الملعب كله سيكون جزائريا يوم السبت. وإن كان كلام
هذا المناصر مثيرا وسبق أن كشفته عدة مواقع الأسبوع الفارط بصور لأنصار
الكوكب المراكشي يحملون رايات الجزائر، الا أن الأمر غير مؤكد، وسيتضح يوم
المباراة.

النسوة غير منشغلات بكرة القدم ويفضلن التجوال بالدراجات النارية

شدّنا
في مدينة مراكش استعمال النسوة المغربيات بشكل كبير ومثير، للدراجات
النارية والتي تُعرف عندنا في الجزائر بـ "103" أو سكوتر وفيسبا، فالكل في
مراكش يملكون دراجة نارية،
ويمكن استعمالها في أي وقت. وتصبح المدينة ليلا كخلية نحل من كثرة
استعمالها، لكن الغريب من طرف النسوة وبمختلف الأعمار حتى المتحجبات. بعضم
يتجول بها رفقة عائلته (الأب والأم والأطفال) في منظر غريب لكنه عادي في
المنطقة. ولا تهتم النسوة في مراكش كثيرا بكرة القدم، لكن بعض الفتيات
يتابعن المستجدات ويعلمن أن هناك مواجهة بين المغرب والجزائر في شهر جوان
الداخل.