في الخامس من شهر ذي القعدة من السنة العاشرة للهجرة أعلن الرسول محمد عن عزمه أداء مناسك الحج، فخرج معه حوالي مئة ألف من المسلمين من الرجال والنساء، وقد استعمل على المدينة أبا دُجانة الساعدي الأنصاري، وأحرم للحج ثم لبّى قائلاً: "
لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك، إن الحمدَ والنعمةَ لك، والملك، لا شريك لك ".
[126] وبقي ملبياً حتى دخل مكة، وطاف بعدها بالبيت سبعة أشواط واستلم الحجر الأسود وصلّى ركعتين عند مقام إبراهيم وشرب من ماء زمزم، ثم سعى بين الصفا والمروة، وفي اليوم الثامن من ذي الحجة توجه إلى منى فبات فيها. وفي اليوم التاسع توجه إلى عرفة فصلى فيها الظهر والعصر جمع تقديم في وقت الظهر،
[بحاجة لمصدر]ثم خطب خطبته التي سميت فيما بعد خُطبة الوداع. وفي هذه الخطبة، حث محمد
على نبذ جميع النزاعات الدموية القديمة والعصبيات القبلية والعرقية، وطالب
الجميع بالتوحد كأمة واحدة. وتعليقا على ضعف المرأة في مجتمعه، أوصى محمد
أتباعه بالنساء وحثهم على حسن معاملتهن والرفق بهن. محمد أيضا تناول مسألة
الميراث، كما أكد على قدسية الأشهر الحرم.
[127][128] ووفقا للمفسرين السنة،
[15] نزلت الآية القرآنية التالية في هذا الحادث:
﴿اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا﴾ (القرآن 3:5) في حين يشير مؤرخو الشيعة إلى تعيين محمد لعلي بن أبي طالب كخليفة له عند غدير خم، وبايعه كافة من كان معهم من رجال ونساء.
[129]بعض الذي جاء في خطبة الوداع ما يأتي:
روي عن مسلم بن الحجاج في صحيحه :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | إن دماءكم وأموالكم حرامٌ عليكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمَيّ موضوعٌ، ودماء الجاهلية موضوعةٌ، وإن أول دم أضعُ من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعاً في بني سعد فقتلته هُذيل. وربا الجاهلية موضوعٌ، وأول ربا أضع ربانا، ربا عباس بن عبد المطلب فإنه موضوع كله، فاتقوا الله في النساء، فإنكم أخذتموهن بأمان الله، واستحللتم فروجهن بكلمة الله. ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، فإن فعلن فاضربوهن ضرباً غير مبرح. ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالمعروف. وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به، كتاب الله وأنتم تُسألون عنّي، فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت. فقال بإصبعه السبابة، يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس: اللهم اشهد، اللهم اشهد، ثلاث مرات [130] |
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] |
طالع أيضا :خطبة الرسول في حجة الوداع
[عدل] وفاته[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]حجرة السيدة عائشة حيث يوجد قبر الرسول محمد
في صفر سنة 11 هـ أصيب النبي محمد بأعراض بالحمى
واتقدت حرارته، حتى إنهم كانوا يجدون سَوْرَتَها فوق العِصَابة التي تعصب
بها رأسه. وقد صلى الرسول محمد بالناس وهو مريض 11 يوماً وثقل به المرض،
وطلب من زوجاته أن يمرَّض في بيت عائشة فانتقل إلى بيت عائشة يمشي بين الفضل بن العباس وعلي بن أبي طالب.
[131]تقول بعض الروايات إنه مات بسبب سم دسه له يهود بخيبر في طعامه، فبحسب
رواية البخاري أنه قال: "يا عائشة، ما أزال أجد ألم الطعام الذي أكلت
بخيبر، فهذا أوان وجدت انقطاع أبْهَرِي من ذلك السم".
[132] توفي محمد في ضحى من يوم الاثنين ربيع الأول سنة 11 هـ، وقد تم له ثلاث وستون سنة.
[133] وهذا يوافق 8 يونيو / حزيران 632م، ودفن ببيت عائشة بجانب المسجد النبوي.
[134][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]المسجد النبوي. يقع قبر النبي محمد في المبنى ذي القبة الخضراء
[عدل] بعد رحيله[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] مقال تفصيلي :حادثة السقيفة
بعد وفاة محمد اختلف أتباعه على هوية الشخص الذي سيخلفه في الحكم،
[10] حيث اجتمع جماعة من المسلمين في سقيفة بني ساعدة فرشح سعد بن عبادة نفسه وأيده في ذلك الأنصار، في حين رشح عمر بن الخطاب أبا بكر
مؤكدا على أحقية المهاجرين في الخلافة. ولقي هذا الترشيح تأييد المسلمين
ممن كانوا في السقيفة، في حين اعترض عليه لاحقا مجموعة من المسلمين كانوا
منشغلين بتجهيز جثمان محمد ودفنه؛ متمسكين بعلي بن أبي طالب كخليفة نظرا لقرابته ومكانته من محمد، ويضيف بعض المؤرخين لهذة الأسباب مبايعة المسلمين له في غدير خم
وإن كان هناك خلاف حول صحة وقوع هذا الحدث. بعد استقرار الأمر لأبي بكر في
المدينة، عمل على حماية المدينة ومحاربة بعض القبائل التي تمردت على
الحكم، وبعض ممن اعتبرهم المسلمون مدعي النبوة، فيما عرف تاريخيا بحروب الردة. كما أرسل أبو بكر سرية كان قد أعدها محمد قبل مماته بقيادة أسامة بن زيد لمحاربة الروم رغم اعتراض البعض لصغر سن قائدها.
[135] لاحقا تم النصر لتلك السرية، وعمل أبو بكر على توسيع نفوذ الدولة بإرسال قوات عسكرية إلى مختلف المناطق.
ما قبل الحقبة الإسلامية في الشرق الأوسط، كانت تهيمن عليه الإمبراطوريتان البيزنطية والساسانية. أضعفت الحروب بين الروم والفرس قواهما، كما أنهم لم يكونوا يحظون بشعبية في أوساط الشعوب التي يحتلون بلادها. وعلاوة على ذلك، فإن معظم الكنائس المسيحية في الأراضي التي غزاها المسلمون مثل النسطورية، المونوفستية، السريانية والقبطية كانت تتعرض لضغوط من العقيدة المسيحية الأرثوذكسية الرسمية التي لطالما اعتبرتهم هراطقة. وفي غضون عقد واحد فقط، فتح المسلمون بلاد ما بين النهرين وبلاد فارس، والشام ومصر، وأنشأوا ما عرف بدولة أو إمبراطورية الخلفاء الراشدين.
[136]